المكان يعج بالسيدات اللاتي يبحثن عن الجمال والتأنق !!
جلست في صالة الانتظار انتظر دوري وعيناي تحوم في المكان ، أرى وجوهاً مبتسمة ووجوها غاضبة جدا من سوء الخدمة !
أو ربما لم يتحقق لها ما تُريد من مستوى الجمال !!
في زاوية الصالون هناك تجلس سيدة أنيقة وبجانبها أخرى تتبادلان أطراف الحديث ...
لفتت نظري بشدة فرغم جمال عينيها إلا أنّ في داخلها حزنٌ وأنين وألمٌ دفين !
ابتسامتها جميلة جداً ومريحة .
وفي زاوية أخرى هناك امرأة تتحدث بصوت عالٍ عن زوجها الذي تركها وتزوج غيرها ، ادهشتني وهي تلقي المسرحية ..
تضحك وكأنها تهذي بنكت على الجميع .
لا أخفيكم لقد أعجبتني قوتها الخارجية ولكن يبدو أنّها مُحطّمة من الداخل !
لا علينا .....
حاولت أن اللهو مع نفسي قليلا ولكن الصخب العارم لم يجعلني أركز مع نفسي ؟
ايقضتني الموظفة ..
تفضلي هنا سيدتي حتى أخدمك !!
أخ ... وأخيرا انتشلتني الموظفة من انتظاري .
جلست أمام المرآة
حاولت أن أعوم داخل المرآة !!
ولكن صوت الاستشوار شتت تفكيري
أحدهن تجلس بجانبي تنظر وتبتسم ..
تبدو كبيرة في السن ولكن مازالت بكامل شبابها ، تجاذبنا أطراف الحديث ، فبدأت تتحدث عن حياتها ودراستها وأبناءها ، وكنت مستمعة جيدة لها ، وكل مرة ابتسم .
فجأة .. بكت !!
يا إللهي لم أتمالك نفسي حاولت أن أواسيها وأمسح دموعها !!
ولكنِ في الحقيقة جهلت القصة !؟
أوقفت دموعها وهي تقول أسفة ولكنِ حاولت أن أرتاح ...
لا أعلم لِمَ بكت ؟ ولكن يبدو أن مُصابها جلل !!
تبسّمت لها وأخذت أُحدِّثها عن نفسي .. فابتهجت وتوردت
وتمتم بصوت خافت الحمدلله لستُ وحدي .
أدرت النظر إليها وقلت نعم سيدتي ...
لستِ وحدك
لكل شخص حكاية وقصة لم تنتهِ !
لربما كانت سعيدة ولكن لابد من وجود مايعكرها ..
انظري حولك سيدتي
اجلس هنا منذ ساعتين سمعت فيها قصص
وحكايات بين المضحكة والحزينة !!
وفي النهاية نخرج جميعنا من هذا الصالون متأنقات جميلات وكأننا لم نعش لحظة الألم .
آه .. كان يوم جميل رُغم الصخب ، لكن القلوب كانت جميلة ...
بقلم
أ. بدرية ال عمر
التعليقات 2
2 pings
فلاح الوتيد الشهراني
2021-07-12 في 6:25 م[3] رابط التعليق
مقال يروي المقام ، وما فهمت ان الهموم والاحزان تنسى في نهاية اليوم او بعد وهله من الزمن . والواقع لا دواء ولا سعادة تنسي الالم والاحزان الا الصلاة ومراجعة العبد علاقته بخالقه .. صحيح النفس مجبولة على حب الحياة والمتعه ولكن الاستغفار والعوده لله تنفي الخبث والحزن والهموم والاحزان عنا
الشاعر عبدالله حسن المنتشري
2021-07-13 في 3:49 م[3] رابط التعليق
الحمدلله ماكنت لوحدي،، الحزن مصنع يبيع انتاجه على الجميع
مقال من الروعة والجمال انغماسه في انين نصف المجتمع