في ظل الظروف الاقتصادية التي تجتاح العالم والعالم العربي بصفة خاصه اصبح الزواج مشروع مكلف للغاية فقلة المادة وعدم توفر الفرص الوظيفة تزيد من معاناة الشباب وتقف حاجزا بينهم وبين تحقيق أهدافهم وطموحاتهم وربما من فوائد الكوفيد ان الاجتماعات اصبحت محدودة مما ادى الى الغاء اقامة المآدب الكبيرة ودعوة جميع الاقرباء والأصدقاء كما جرت عليه العادة, وهذا بالتالي خفف من الاعباء المالية المترتبة على الدعوات واصبحت في اضيق الحدود مع ذلك تبقى المعادلات صعبة في ايجاد السكن والاثاث وتوفير متطلبات الحياة الزوجية وهذا يعطل المشروع ويقف حجر عثرة امام الشباب.
قد يفسر هذا السيناريو اتجاه الفتيات الى كبار ا لسن لأنهم أكثر جاهزية وأكثر عطاءا ولدى الاغلبية منهم الملاءة المالية التي تؤهلهم وتمكنهم من الانفاق حتى ولو كانوا معددين. كثير من الفتيات يتجهن هذا الاتجاه لتحقيق رغباتهن المادية و المعنوية والتي لا يستطيع الشاب المبتدئ تحقيقها ، فمصطلح شوقر دادي بين هلالين يعني تحقيق المطالب المادية والشخصية وكبار السن يعلمون ان عندهم نقص لا يمكن تجاهله بداء من فارق السن وفارق الثقافة وفارق الاتصال الفكري وفارق الصحة ايضا فمن تجاوز الاربعين دخل في العد التنازلي تصديقا لقوله تعالى ( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )
وقوله تعالى ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) ولذلك فانهم يذهبون الى اضافة القليل من السكر على انفسهم ليستساغ قبولهم فيعمدون الى الكلام الحلو المعسول وتقديم الهدايا والوعود بالحياة الرغيدة والسيارات والمجوهرات والسفر وما الى ذلك من طرق الإغراء ليستحوذوا على قلوب العذارى ولكن ما هي الا عدة ايام او شهور حتى تستنفذ الحيل وتقف عجلة الزمن فتبداء الحقائق بالظهور للسطح وتبدا الامور الخافية تظهر فلا قدرة لكبار السن على التكييف مع افكار الشابات وثورتهن وتحقيق كل رغباتهن الخاصة والعامة حتى الظهور امام المجتمع الذي اصبح يواجه وينتقد دون تردد
يحزنني وضع الشباب فتيات وصبيان في هذا الزمن الذي طغى فيه الوضع الاقتصادي على مجرى الحياة لكن نسأل الله لنا ولهم العون والسداد.
طارق محمود هلال الجفري
التعليقات 1
1 pings
خالد
2021-07-15 في 6:45 ص[3] رابط التعليق
احسنت وابدعت يابوزياد