شعثا أتوك بأرواح لهم أملُ
والخيرُ يحدوهمُ والحبُّ والعملُ
لمكةٍ مهبط القرآن مقصدُهمْ
يرجون عفوا وغفرانا لذا رحلوا
الله أكبرُ ما لبّى الحجيجُ هنا
يدعون ربا رحيما أينما انتقلوا
هذي وفودٌ بها الأرجاءُ باسمةٌ
في حلمهم بهجةٌ في ذكرهم عسلُ
أخلاقهم قمةٌ بين الورَى مَثَلٌ
وليس في حجِّهِم فسْقٌ ولا جدلُ
تسابقوا إنهم يا نِعمَ من سبقوا
من كل فجٍّ عميقٍ خلتُهمْ هطلوا!
شعيرةٌ تسقيَ الأرواحَ غيمتُها
غيثا من النور والإيمان إنٰ زللوا
بيضُ التسابيحِ والأذكارُ مشرقةٌ
و الذاكرون بها ما مسهمْ مَللُ
ومن رحيقِ لسانِ الذكْرِ كم قطفوا
سعادةً باتساعِ الكون تتصلُ!
يباهيَ اللهُ في حجٍّ ملائكةً
يقول هاؤمْ عبادي كلهم أملُ
في العفو والصفحِ والغفرانِ دعوتُهُمٰ
فلتشهدوا أنّ إحساني لهم حُللُ
يا حاملَ الدمعِ بين النفسِ قد سكبتْ
دموعُهُ بين وجْدٍ دونهُ الوجَلُ
أفردْ جناحيكَ نحوَ الخير مرتجيا
مشقّة الأجر باللذّاتِ تحتملُ
يا ناسكا والهوى في الروحِ طائرُهُ
محلّقٌ في المدى تشتاقُهُ المُقلُ
في الحج يومٌ عظيمٌ كيف نغفلُهُ؟!
خيرُ الدعاءِ بهِ مَنجاةُ مَن سألوا
وفيه أنْسٌ بعيد فيه أضحيةٌ..
طابتْ نفوسٌ بها للهِ تمتثلُ
منظّماتٌ ترى في العيد مشكلةً
هيهاتَ أمنيّةٌ هيهاتَ ما أملوا
فبئس رأيٌ لهم أعمى بعقلهمو !
ورغمَ عن أنفِهِمْ نسلو ونحتفلُ
فالمرءُ إنٰ لم يكنْ في عقلِهِ بصرٌ
ضاعتْ به في دياجيرِ الدُّنَى سُبُلُ
شعر
أ. أحمد علي عداوي
ثانوية الأمير فيصل بن عبدالله في جيزان.