في الفترة الأخيرة لاحظنا أن أغلب المؤسسات الحكومية والشركات تدار فيها الأمور عن بعد ما بين الإدارة والمراجع نظرا للظروف الصحية الخطيرة عالميا والكل يعلم ذلك وأصبحت المناسبات جميعها تمر علينا بهذه الطريقة
ومنها مناسبة العيد الجميلة حيث تمر في ظروف صعبة جدا ويتم التواصل فيها دون حضور أو مشاركة وهي ظاهرة جديدة علينا وذلك بسبب خطر جائحة كورونا رغم أننا نعلم أنها من أعظم المناسبات التي تمر على الأمة الإسلامية
ونظرا لما يحققه العيد من فرحة وسعادة في كل نفس صغار وكبار وفي كل منزل ودار يفترض أن يكون التواصل عن بعد أيضا ، وإن كانت المناسبة تمر على البعض بألم وحسرة ومشاعر من الحزن والأسى وذلك بسبب الفقد الكبير الذي حل بالكثير من البيوت
وذلك نتيجة ماحصده مرض كورونا من أرواح غالية على الجميع ولا يزال خطره قائم حتى الآن ومتوقع أن يداهم شريحة أخرى من المجتمع خاصة اذا ما علمنا أن الكثير في حالة استهتار سواء من اختلاط أوعدم احتراز أوعدم تباعد
ولكن من جهة أخرى العيد أيضا يطل على الغالبية بكل فرح وبهجة وسرور وإن كان عن بعد حيث يمر علينا العيد الرابع على التوالي وعيدالأضحى المبارك للمرة الثانية في نفس هذه الظروف ولكن هل استفدنا منه بعض الدروس المجانية في حياتنا
فالتواصل فيه ليس مهم أن يكون حضوريا وزيارات متبادلة مع وجود خطورة وعدوى من المرض ومشاكل أخرى
بل يكفي أن يكون بأية وسيلة ولو باتصال وبما أن الحياة تقوم الآن على التواصل عن بعد فلماذا لا يشمل مناسباتنا الأفراح والأحزان ولكي نحقق صلة الرحم والتواصل الحقيقي بين الأخوة فمن الممكن أن يكون بكافة وسائل التواصل الحديثة بالصوت والصورة والفيديو
ولن يكون هناك عذر لقاطع رحم أو هاجر عزيز أو ناسي صديق حيث أن الوسائل كفلت لنا ذلك وبكل سهولة ويسر وبعيد عن التكلفة والمشقة والحرج وأضعف الإيمان رسالة واتساب لأخيك أو أختك أو صديقك أو اتصال مع والديك أو مع عزيز وكبير سن
ورغم كل ذلك لازلنا نعيش القطيعة وعدم التواصل وعدم الوعي لتوجيهات الدين الصحيح ولك أن تتخيل أن يكون لك والدين كبيرين وتجد الكثير ومن أقرب الناس لهما من الأبناء والأحفاد حيث يقاطعهما ولا يتواصل معهما علما أن من يقوم بذلك فيه التزام وتدين ولكن واضح أن ذلك تدين صوري فيحرم نفسه الثواب والأجر
وحقيقة مرة أخرى تجد أن السنة تمر بأكملها والقطيعة لا تزال في أوج صورها بل والعجب أن البعض جعل من الأزمة مبرر للقطيعة ولا يخفى ذلك على أحد فالكل يعاني من ذلك خاصة كبار السن التي تحرقهم نار الحسرة والألم من ذلك الهجران والبعد ومن أقرب الناس لهم
لذلك السؤال لنا جميعاً هل نجحنا في الاختبار وهل استفدنا من هذا الدرس المجاني لا أظن ذلك بل ورسب الأغلبية وبامتياز بالخروج من هذه الأزمة بنسبة نجاح بسيطة إلا من رحم ربي وفشلنا مع الأسف كما في الأزمات السابقة لذلك نحتاج إلى إعادة النظر في حساباتنا الخاطئة والسبب مما نعانيه في حياتنا لا صحة تذكر ولا تواصل يشكر ولا خير ينشر
والسلام خير ختام
سلمان أحمد الجزيري