حينما تقرأ العنوان تظن اني سوف اكتب كلمات اغنية صراع مع اليأس
للفنانة العظيمة ميادة الحناوي
لم ازل ارعى لهذا الحب غرسه
رغم ان القلب قد اعلن يأسه
كلمات مانع العتيبه والحان بليغ حمدي
ولكن موضوعي بعيد كل البعد عن الأغنية
ربما في الأغنية معاني عذبة وصراع يوصفه الشاعر بين يأسه من محبوبته وامله الضئيل
جسد الشاعر ذلك الصراع العاطفي الذي يسكن قلبه بقصيدة، وانا سوف اجسد، الصراع الذي يراودني ويراود كل إنسان في هذه المعمورة بهذا المقال.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
"إن قامت على احدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها"
ماهي الفسيلة؟
هي بذرة النخلة ومن المتعارف انها من اطول البذور عمرًا وتحتاج لصبر وعناية حتى تنبت
فهي تحتاج لسنين حتى تصبح نخلة وتأكل من ثمرها وتستظل بظلها
يسأل احدهم كيف يريد منا الرسول ان نزرع وننتظر الحصاد وقد انتهى تاريخ الحياة وقامت الساعة؟
في هذا الوصف وهذا المثال عبرة يريد توصيلها لنا من لا ينطق عن الهوى صلوات ربي عليه وسلامه
ان الدنيا لا تقف عند مصائب الدهر وشر القدر
لم يخلقنا الله في هذه الدنيا مرفهين منعمين دون اوجاع واسقام واحزان
خلق الإنسان ليذوق الحزن والفرح
الخوف والطمأنينة
الصحة والمرض
الغنى والفقر الخ . . ."
نتعجب من حال البشر الان
اصبح الاغلب يائس بائس عابس وجهه
يمشي وينشر التشاؤم
حل الهلاك
وفي هذا الامر ضرر نفسي على النفس وعلى الاخرين
سيطرت الاخبار السيئة في هذه الفترة التي نمر بها على المشهد
غلاء ووباء وحروب وقتل وجرائم
كل تلك الامور نقر بإنعكاساتها على الانفس
ولكن ما فائدة إيماننا بالله وزعمنا بإننا نؤمن بالركن السادس من اركان الإيمان ونحن لا نطبقه في حياتنا؟
يجب ان نتحلى بالصبر ونكافح لنتخطى كل المصاعب والظروف التي كتبها الله لنا من قبل ان تخلق الدنيا بأكملها .
يحتاج الأمر للحظة تأمل بسيطة
برهة من الوقت نصارح فيها انفسنا ونرى الحقيقة بشكلها المضيء
هل سنغير القدر لو دخلنا في نوبة من الإكتئاب والتفكير العميق؟
هل سيفيدنا اليأس إن كابدناه وعشنا تفاصيله؟
بالطبع لا بل سيزيد همنا ويتغلغل الإكتئاب لأعماق عقولنا ويسيطر على كل تفكيرنا
لذلك نرى الإنحرافات المتنوعة منتشرة بشكل غريب وعجيب
هذا ينتحر وذاك يقتل الابرياء دون سبب وتلك تتجه للإلحاد وهذه تعطلت حياتها ودراستها كل ذلك بسبب اليأس الذي سيطر على العقل وترجمه الجسد لأفعال .
حتى في بطن الحوت كان هناك امل
وتحول الامل لواقع
فكيف لا نسلك طريق الآملين العاملين
قد يبتلينا الله بقليل من الخوف والجوع والمرض
قد يبتلينا الله بكثير من الحزن والصدمات
ولكن بمقابل ذلك سيهدينا الله نقائض تلك الامور إن تحلينا بالصبر والحلم وجعلنا التفاؤل عنوان لنا
حينما نرى كل هذا التطور في حياة البشرية
تقنية فائقة وحضارات تتسابق للصدارة
ووسائل رفاهية لم تخطر في بال مخلوق ممن سبقونا
من المفترض ان تتواكب مع هذه المرحلة نضوج فكري وتتويج لهذه المنجزات في المكان برقي الإنسان وحسن إدراكه للأمور
ولكن ما نراه الان هو العكس
وليس للتطور دخل بذلك
بل نحن الذين لم نفهم التقنية وموجات التطور والحداثة التقنية
بحثنا عن ما يضرنا اكثر ونشرناه
إشاعات تتهاطل كمطر صاخب برعوده وبروقه
تنزل على قلوبنا بوقع ثقيل وازيز يهز اركاننا
لماذا لا نحاول ان نغير هذا السلوك والمعتقد الدخيل علينا كمسلمين بالذات!
يجب ان ننشر البشائر والاخبار السعيدة التي تنعش الارواح وتعزف في دواخلنا نشيد الامل
هيا بنا لنحول المطر لغيث ترتوي به الأنفس وتتطهر به الاجساد
هيا بنا لنساهم في رفع نسبة التفاؤل والامل
هيا لنبتسم
بقلم فيصل السفياني