نادي الفتح السعودي اشتهر بلقبه " النموذجي " وهو ما لم يكن مجرد لقب، بل حقيقة و قول وفعل دأب عليه مسؤولو النادي الذي شهد الجميع لهم بالكفاءة و التميز، نادي الفتح برئاسة المهندس سعد العفالق و نائبه عبدالرحمن الحماد الإداريان اللذان يقودان سفينة الفتح باحترافية منقطعة النظير، دائما اعتادت إدارتهما على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، و لهذا دائما ما نرى امتياز نادي الفتح على الأصعدة المختلفة، و بالتأكيد المركز الإعلامي واحد منها، فما الذي غيره الأستاذ محمد الضيف ليجعل المركز الإعلامي لنادي الفتح من ضمن الأفضل عربيا إن لم يكن الأفضل بالفعل ؟
صدارة الفتح الإدارية
بداية نقول أن نجاح نادي الفتح الإعلامي ليس مستغربا، فالمتابع الجيد لإدارات الأندية السعودية يدرك تماما مدى جودة عمل المهندس سعد العفالق، في كل إعلان للأندية المستحقة للدعم نجد الفتح على رأس القائمة، وبفارق نقاط عال عن بقية الأندية، و عندما طُلب من الأندية استخراج شهادات الكفاءة المالية و نشرت الديون التي على الأندية، كان الرقم أمام نادي الفتح هو الصفر، لا توجد ديون أو مستحقات متأخرة، و أمام إدارة بهذه الكفاءة و الجودة التي تفتقدها بعض الأندية الكبرى لم يكن مستغربا هذا النجاح الإعلامي.
محمد الضيف والتحليق بإعلام الفتح
الإعلام في كرة القدم يمثل الكثير جدا، و مع انتشار مواقع السوشيال ميديا بقوة أصبح التواجد الإعلامي لا يقل أهمية عن تواجد النادي في الملاعب، بل و أصبحت كبار الأندية في العالم تتعاقد مع شركات متخصصة في هذا الشأن، قوة النادي الإعلامية تصبح واجهته و كلما كانت الواجهة الإعلامية أفضل كلما كان اجتذاب النجوم أسهل، ولذلك مع تطور الدوري السعودي بشكل عام و أصبح الدوري الأهم عربيا والأقوى في منطقة الشرق الأوسط، كذلك مع وجود نقاط على المراكز الإعلامية في استراتيجية الدعم، بدأ تسابق الأندية نحو التألق الإعلامي.
تولى الأستاذ محمد الضيف قيادة المركز الإعلامي لنادي الفتح، و بالفعل شهد تحسنا كبيرا من حيث التغطية المستمرة والأفكار الجديدة، فلم يكتف المركز الإعلامي بمجرد صور و نتائج المباريات؛ إذ إن هذه الأمور تصبح صعبة في فترات التوقف و ما قبل الموسم، و يصعب الاحتفاظ بالمتابعين، مع ذلك شاهدنا أداء رائعا من المركز الإعلامي لنادي الفتح بتفكير خارج الصندوق بشكل مميز، فقرات رائعة و تحديات بين اللاعبين، و هذا يقرب المشجع الفتحاوي و المتابع لشخصية اللاعبين وكواليس النادي، و الأجمل هو الرسالة الراقية التي يوجهها النموذجي في بعض إعلاناته المبتكرة، على سبيل المثال لا الحصر، إعلان عودة التمارين عن طريق عامل غرف الملابس شكير عرفانا و تقديرا لجهوده، و إبراز قيم العائلة الفتحاوية و أن كل من ينتسب لنادي الفتح له تقدير كبير، و كذلك المسابقة التي استخدموا فيها الفار لمراجعة النتيجة في فكرة جميلة جدا، و تجعل متابع نادي الفتح على تويتر يحظى بوقت ممتع يجعله ينتظر المزيد دائما، وبالتأكيد الأستاذ محمد الضيف و مركز نادي الفتح الإعلامي لديهم المزيد.
نادي الفتح غطى معسكره الجديد بشكل رائع، بدءا من السفر إلى الوديات و التمارين، و كذلك البث المباشر للمباريات و سرعة نزول الصور و الملخصات الخاصة بالمباريات، وهو ما يحبه المتابع و يفضله، و يجعل وجهته الأولى لمتابعة النادي هو الحساب الرسمي وليس أي مكان آخر، و زاد بريق مركز نادي الفتح الاعلامي لمعانا مع تغطيته المتميزة للرياضات الأخرى بالنادي، وهي بالطبع من ضمن نقاط استراتيجية الدعم، و مما يسهم في تطوير الرياضة السعودية عامة، و التغطية الممتازة لمشاركة المملكة العربية السعودية في أوليمبياد طوكيو ٢٠٢٠، وهو ما بدأ يتجه إليه أيضاً الشارع الرياضي وهذا يعكس عدم انفصال إدارة الفتح الإعلامية عن ما يحتاجه المتابع السعودي والعربي، و إنما يسبق نادي الفتح الجميع في هذا النوع من التغطيات.
يمكن ملاحظة نجاح عمل المركز الإعلامي لنادي الفتح في زيادة أعداد المتابعين للنادي من البيروفيين. المغربيين من أجل نجومهم المتواجدين بالنادي، خاصة أن الجودة الإعلامية بنادي الفتح تتفوق على عديد الأندية الكبرى عربيا ولاتينيا، التي يكتفي بعضها بالتشكيل الرسمي و نتيجة المباريات وإعلان التعاقدات، و بعضها ما زال لم يحصل على التوثيق الرسمي، و عدد متابعي بعضها أقل من نادي الفتح مثل أندية الصفاقسي التونسي والفتح الرباطي المغربي النادي السابق للنجم الفتحاوي مراد باتنا، و كأن نادي الفتح يستعير شعار قنوات روتانا " مش هتقدر تغمض عينيك ".
الفتح والقوة الناعمة
نادي الفتح يستخدم القوة الناعمة في إبراز ثقافة وأفكار و إبداعات النادي، وهو الشيء الذي يجعل بعض مشجعي الأندية الأخرى يتمنون أن تكون لدى فرقهم مراكز إعلامية بجودة المركز الإعلامي لنادي الفتح، و بالتالي فإن نادي الفتح قد نجح بالفعل في الوصول لقلوب المتابعين و نال إعجابهم سواء الفتحاوية أو غيرهم، وهو ما لم يكن ليتحقق لولا وجود كفاءات من أمثال الأستاذ محمد الضيف وكامل فريق العمل الذي يشاركونه رسم لوحة فنية عالمية من إبداع فتحاوي الأصل، و كلنا ثقة في استمرار هذا النجاح بل و تطوره أكثر فأكثر، فليس لرجال النموذجي حدود عندما يتعلق الأمر بالإبداع والتميز.
بقلم المستشار القانوني / خالد الحربي.