التسويق الإلكتروني، يعتقد البعض أن جميع ما يتم عرضه ويتعامل معه من التسويق الإلكتروني هو مستودعات كبيرة داخلها مخازن عديدة تتوفر بها كل ما يتم عرضه وتنتظر الشركة ما يتم طلبه لتقول للعميل شبيك لبيك أيام وإختيارك بين يديك، فماذا يحصل بعد ذلك .
إذا كنت تعتقد ما تم عرضه هو الحقيقة التي تتعامل معها فأنت إنسان طيب القلب تتعامل بصفاء ولكنه صفاء أعمى وحقيبة مخرومة ، وتثق بمن لا ثقة له إلا كيف يكسبوا الأموال.
التسويق الإلكتروني غرف صغيرة مثل بعض القنوات التلفزيونية الفردية ، غرفة لا تزيد عن ستة عشر متر مربعا أو غرفة داخل المنزل، فالأولى تشترك في قمر صناعي بأسعار رخيصة وتظن انها احدى القنوات مما تنشره وهو منسوخ ومعروض ، وأصحاب التسويق الإلكتروني أفراد يتعاملون مع شركات كبيرة ذات صناعات متنوعة، وكل التعامل عن طريق التقنية وليس ما تطلبه متوفرا كما تعتقد في مستودعات مواقع التسويق الإلكتروني، وهذه المواقع التي ابهرتك بعروض متنوعة لاشك لديهم ثقافة ومعرفة كيف يتعاملون مع الشركات الكبيرة عن طريق جهاز واحد، وكيف يتعاملون أيضا مع شركات الشحن للتوصيل ، فالقضية كلها مرتبطة بأحد أنواع المدارس وهي المدرسة الإدارية التي تعتمد على التخطيط، التنظيم، توفير كوادر خبراء التسويق بعدد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة.
ثم الاتفاق التسويقي بين المسوّق والشركة دون تكاليف مقدمة، وتبدأ الخطوات الأولى جهدا وفكرا وتعبا حتى يصبح المسوّق معروفا لدى تلك الشركات، وماذا بعد؟؟
أنت تطلب من صاحب التسويق الذي ظهر لك كأنه أسواق عديدة، ولكن طلبك مرتبط آليا بالشركة الأم عن طريق الوسيط المسوّق الإلكتروني فيتم القبول والعمل على إرسال طلبك عن طريق السوق الذي اشترى لك طلبك ولكن باعه لك بأسعار مضاعفة وربما يأتي الرد آليا نفذت الكمية، وهناك مقاصات مالية بين الوسيط والشركة الأم ، وحتى هذه الخطوات فالأمر جيد طالما كانت رغبتك وتحقق رضاك وقناعتك بما رغبت من الشراء ولكن.. و يا خوفي.. من لكن، ماذا بعد؟؟
سوف تعرف الحقيقة عندما تتعلم وتعرف كيف تصل مع الشركة الأم دون وسيط حسبته الشركة الأساسية، فعندما تتعامل مع الشركة الأم وهي متوفرة في دول الشرق الأقصى وأوروبا وأمريكا وتصل للبائع الأصلي عندها يصيبك القهر والغبن لأن ما اشتريته مسبقا تجده هناك بسعر أقل كثير مما دفعت.
التسويق الإلكتروني مكاسب خرافية تؤخذ قسرا من الجيوب إعجابا من خلال العروض تحت الأضواء أو تلبسه أحدى المانيكات البلاستيكية وهي عروض متوفرة اصلا من الشركة الأم ، والمسوّق هو الناقل لك هذا العرض ، وتحسب أنك تتعامل مع أمم من الموظفين والموظفات، وشركات التصنيع بما تراه بينما الأمر كله وسيط داخل وسيط وضرب بالسوط.
وتكتمل حقيقة التسويق الإلكتروني لشركات بات إسمها مشهورا عالميا ، فتلك الشركات بدأت بأفراد ولكن بعد المكاسب تمكنت من توظيف فروع لها وموظفين على مدار الساعة يردون عليك وهم في غرف نومهم أو سهراتهم أو طرقاتهم واجهزتهم مرتبطة بأجهزة الشركة الأم بين العرض والطلب ، وهكذا تمضي المشتروات والمكاسب من ربع القيمة سعرا إلى ثلاث أضعاف القيمة مكاسب تزيد وتنقص حسب العرض والطلب، ولك الخيار في البحث والغوص في العالم الكبير الذي تدخله من شاشة لا تتعدى مساحتها ثلاثين سنتيمتر وعرضها عشرين سنتيمتر مع جهاز لا يتعدى وزنه كيلو جرام إسمه الكمبيوتر والنت ، أو يصيبك الكسل وعدم المعرفة وتستمر حتى تصبح يوما وتحسب لتجد أن عشرات الآلاف قد دفعتها بينما السعر الحقيقي كان ربع القيمة، هنا تقول كنت مبهورا واليوم مقهورا.
بقلم
أ. طلال عبدالمحسن النزهة
المدينة المنورة