كان عالماً وصاحبَ تجارةٍ واسعةٍ، ومكانةٍ اجتماعية، أَوصلتْه تلك المِيزاتُ إِلى كُرْسي الوَزارةِ، بل كان الوَزيرَ الأَوّل، ولكنَّ حِفْظَه لِلعُهودِ والمواثيقِ؛ كانت مِن أَسبابِ مَقْتلِه، وحتَّى في قَبْرِه لم يَسْلم مِن شَرِّهم.
كان الشيخُ محمد يحيى باصُهَيّ الوزيرَ الأَولَ في الإِمارةِ الإِدْريسيَّة ووزيرَ مَالِيَّتِها في عهْدِ محمد علي الإِدْريسي، ولمَّا آلتِ الإِمارةُ إِلى ابنهِ عليٍّ الإِدْريسي؛ خَامَرهُ الشَّكُّ في وُزراءِ أَبيهِ، فقامَ بإِبْعادِهم ونَفْيِهم إلى عدن، وكان منهم باصُهَيُّ، ولمَّا انتزعَ الحسنُ الإِدْريسيُّ الإِمارَةَ مِن ابنِ أَخيه "عليّ" أَرْجع باصُهَيَّ إِلى مَكانتِهِ .
وعندما قامَ الحسنُ الإِدْريسيُّ بِثَوْرتِه الفاشِلةِ عام 1351هـ، ونَقَضَ العَهدَ الذي عَقَدَه مع المـــــلكِ عبدِ العزيزِ رَحمَه اللهُ؛ كان باصُهَيُّ مِن أَشدِّ المُعارِضينَ للحَسنِ الإدْريسيِّ فذَكَّرهُ بالعَهدِ وحَذَّرَهُ ممن يُزيِّن له الشرَّ وبين له خَطَر الثورة؛ لكنَّ الإدريسي رَكِب رأسَه فما غَبَّرَ على غيرِ قَرْنِه، وكان ما كان وعاد الحقُّ إلى أَهلِه.
ولما كان لباصُهَيّ دورٌ بارزٌ في المُعارضة، وتقديم المساعدة للمندوب السعودي المُحْتَجز في سجن صَبْيا؛ انتقم منه الإدريسيُّ أَثناءَ الثَّورة فصادرَ أموالَه وأَهْدَرَ دَمَه وحرَّض على قتْلِه، فنُهِبت أَموالُه من قِبل الغوغاء وتربَّصوا لقتله، فهرب من صَبْيا يطلب النَّجاة، فلم يَجْرؤ أحدٌ على حمايتِه خوفاً من الإدريسي، فظلَّ مُتردِّداً بين القبائلِ والقُرى هائِماً على وجهِه، والإدريسيُّ يتابع خبرَه حتى بعث في إِثْرِه جماعةً من الأَشْرارِ فقتلوه، وبعدما دفنوه تذكروا أَنَّ من بين أَسنانِه سنَّاً من ذهبٍ، فنَبَشوا قبْرَه وخلعوا السنَّ الذَّهبيَّة.
🖍️بقلم/ العابد سبعي
📚المراجع/
١- تاريخ المخلاف السليماني للعقيلي.
٢- تاريخ المملكة العربية السعودية للعثيمين.