كان يا ما كان، كان هناك ثلاثة إخوة، اثنان منهم لم يكن لديه أحذية والثالث لم يكن لديه قميص.
كان الطقس سيئا جدا فقرروا الذهاب للنزهة أخذوا معهم ثلاث حقائب اثنتان مكسورتان والثالثة بدون قاع ..
سار الإخوة وساروا حتى وصلوا إلى مرتفع اخضر وهناك شاهدوا بطة صغيرة ..
تسبح في البحيرة الجافة
أخذوا يتسابقون للإمساك بها لكنها هربت ولم يتمكنوا من الإمساك بها ..
فقال أحدهم: «ماذا عسانا نفعل؟».
ثم تذكروا أن قريبة لهم تعيش بالقرب من تلك المنطقة، فذهبوا إلى منزلها وقرعوا الباب ثم طلبوا منها إعارتهم قدرا ليطهوا بها البطة التي لم يصطادوها.
لم تكن القريبة في المنزل ومع ذلك فقد أجابتهم قائلة:
(يا أولادي الأعزاء، اذهبوا إلى المطبخ، ستجدون ثلاث قدور، اثنتان
منها مكسورتان والثالثة لا قعر لها. خذوا منها التي تعجبكم).
دخلوا إلى المطبخ واختاروا الإناء الذي لا قعر له، ثم وضعوا البطة التي لم يصطادوها فيها ليطبخوها. وبينما كانت البطة تنضج على النار قال أحدهم:
لنسأل قريبتنا إن كان لديها ما يؤكل في حديقتها.
اسألوها فأجابتهم: نعم يا أولادي، لدي ثلاث أشجار من التين اثنتان ميتتان والثالثة لم تطرح تيناً قط، أسقطوا من التين العدد الذي تشاؤون.
فذهب أحدهم وهز الشجرة التي لم تطرح تيناً قط فسقطت تينة صغيرة على طرف قميصه وكسرت كعب قدمه.
قاموا بعد ذلك بالتقاط التين ثم ذهبوا لإحضار البطة التي لم يصطادوها ..
كانت قد نضجت في هذه الأثناء، ثم قالوا: ماذا عسانا نفعل بكل هذا الطعام؟
ذهبوا إلى قرية كان بها الكثير من المرضى ووضعوا لافتة في الشارع تقول:
يمكن لكل من يرغب تناول حساء الذهاب إلى المكان الفلاني والحصول عليه كصدقة.
ذهب الجميع إلى ذلك المكان وأخذوا الحساء معهم بسلال الخضراوات، . وقد تم سكب الحساء لهم بقبعات من القش.
شرب أحد الرجال، والذي لم يكن من سكان القرية، الكثيرمن هذا الحساء لدرجة أنه كان على وشك الموت، فقاموا باستدعاء ثلاثة أطباء، أحدهم أعمى والثاني أطرش والثالث أخرس. دخل الطبيب الأعمى وقال:
دعني أنظر إلى لسانك.
قال الأطرش: كيف حالك؟
ثم قال الأخرس: اعطوني ورقة وقلما ..
أعطوه الورقة و القلم ثم
قال لهم: اذهبوا إلى الصيدلاني فهو خبير بهذا المجال.
اشتروا بقيمة 3 ريالات ما لا أدري ما هو ثم ضعوه آينما شئتم. سيتحسن
الرجل لا أدري متى.
سأرحل الآن وأتركه في عهدتكم.
(و لا زالت الاحداث تتالى).
يكتبه
د / ظافرة القحطاني