انطلق الموسم الرياضي الجديد و تستمر القيادة الحكيمة للفتح بقيادة المهندس سعد العفالق والحماد و إدارته بالأداء الرائع الذي تمت ترجمته على عديد الأصعدة، فكيف يكون هناك مثيل للفتح ؟
الفتح .. صعود دائم
الفتح قدم جميع النتائج في أول ثلاث جولات، الفوز والخسارة و التعادل، لكن الشيء الذي كان واضحا هو تحسن الفتح من مباراة لأخرى، يانيك فيريرا يتميز بأسلوب مميز هجومي و يتميز أيضا بسرعة معالجة الأخطاء، و بالطبع مع الأجانب المميزين الذين تعاقدت و حافظت عليهم إدارة الفتح طبيعي جدا أن نرى الفتح في هذا الأداء الطيب.
المنهجية التي قدمها الفتح كانت رائعة جدا، و هذه المنهجية حسنت من أداء لاعبي الفتح بشكل عام و زادت معدلات صناعة الفرص بشكل عام، و سر هذا التحسن يأتي في تطور معدل استحواذ الفتح حتى وصل إلى ٦٠.٧٪ استحواذ كمعدل، و حتى ضد الشباب قبل الطرد في أول ٢٠ دقيقة كان الفتح يملك الكرة مناصفة مع الشباب، و هذا يوضح العديد من الأمور منها الطريقة الدفاعية الأكثر أمانا، دائما قيل أفضل وسيلة للدفاع هو الهجوم، و هذا ما يحاول يانيك فيريرا تطبيقه، عندما تمتلك الكرة بالتأكيد لن يسجل خصمك لأن الملعب به كرة واحدة، صحيح أن المرتدات تكون خطيرة عليك، لكن بالتأكيد تقليل فرص تسجيل الخصوم بالاستحواذ هو أمر جيد جدا، خاصة أمام خصوم وسط و مقدمة الجدول التي لا ترتاح في الحالة الدفاعية و تحب امتلاك الكرة، الفتح استقبل في ٣ مباريات ١٥ تسديدة فقط منها ٣ على المرمى، ما يعني أن خصومه يسددون من وضعيات صعبة، في حين سدد الفتح ٥٢ مرة، منهم ١٩ على المرمى، و هذا رقم ممتاز جدا.
بالنسبة للارقام الدفاعية فالفتح يعتمد على مهاجمة حاملة الكرة مباشرة، حيث هو خامس اكثر فريق في التاكلينغ الناجح و أقل فريق في اعتراض الكرة، أما الرقم الأكثر تميزا بالنسبة لي، فهو أن الفتح من أقل الفرق تشتيتا للكرات، و هذا يعني أن الفريق دائما لديه حلول الخروج بالكرة، و لديه فلسفة واضحة يريد تطبيقها وليس مجرد تشتيت و ننتظر أي لاعب وسط يلتقطها، و هنا سر الأداء الجيد الذي يقدمه الفتح و العمل الجيد من الجهاز الفني.
الفتح و دعم الرياضة السعودية
الفتح لم يقدم الأداء الطيب في كرة القدم فقط، و لم يكتف أيضا بانضمام لاعبه فراس البريكان إلى المنتخب السعودي في رحلته التي نأمل أن تكلل بكامل النجاح إلى مونديال ٢٠٢٢، و لكنه كذلك – وحسب رؤية النادي ضمن التوجه الاستراتيجي للنادي – يسعى لاستقطاب المواهب وزيادة أعداد الفئات السنية، و تمثيل المملكة في كافة المحافل، و التفوق في عديد الرياضات وليس كرة القدم فقط، والحقيقة أن التوجه الاستراتيجي يعكس قيمة القائمين على نادي الفتح و عمق فهمهم للمسؤولية والعمل الملقاة على عاتقهم، فتجاوزوا حد تأدية المسؤولية إلى حد الإبداع و الإتقان في المسؤولية، فهنيئا للفتح برجالاته الأكفاء المبدعين.
شباب الفتح لكرة السلة حققوا المركز الثاني في الدوري، كما حقق فريق الجودو ٦ ميداليات متنوعة و ٤ أخرى من ضمنها ذهبيتان في الفئة العمرية الأصغر، و استدعي لاعب الفتح بوشليبي لمنتخب السعودية لكرة الطاولة، و قامت بعثة الفتح للدراجات بمعسكر حالي في دولة سلوفاكيا، و حقق سباحو الفتح نتائج ممتازة في بطولة المملكة التنشيطية، و حتى على مستوى الرياضات الإلكترونية لم يغب الفتح و سيشارك في كأس اتحاد الرياضات الإلكترونية، عمل عظيم دؤوب في عديد المجالات، و رغم كل هذه النشاطات لازالت ميزانية الفتح إيجابية و بها فائض من الأرباح، و يرجع الفضل في تطور الفئات السنية و النجاح المالي بعد توفيق الله إلى عمل يدرس من شخص وفي لنادي الفتح و من أكثر رجاله كفاءة الاستاذ ابراهيم الشهيل عضو مجلس إدارة نادي الفتح والمشرف العام على الفئات السنية، نظرة ثاقبة للمواهب الشابة و تألق كبير في الإدارة المالية، العقل المدبر و النور الذي يضيء طريق مستقبل الفتح بشريا و ماديا.
إدارة الفتح كانت قد أعلنت عن كيفية الاستفادة من هذا الفائض عبر تعزيز البنية التحتية و زيادة الملاعب والصالات، مما يعود بالفائدة على النشاط الرياضي، و كذلك استمرت بتوقيع شراكات جديدة مع مياه بيرين و تمديد الشراكة مع بي كير، نجاح رياضي و اقتصادي بفضل نجوم تلمع في سماء الفتح.
الفتح مجتمعيا .. نموذج للنجاح !
من الطبيعي مع النجاح الرياضي و الاقتصادي أن يكون الفتح أيضا ناجحا في الجانب المجتمعي، إدارة المسؤولية الاجتماعية بنادي الفتح تقدم عملا راقيا تظهر آثاره يوما بعد يوم، المشرف العام للمسؤولية الاجتماعية بنادي الفتح الأستاذ عمر بن أحمد الحسن و نوابه قدموا لنا العديد من النماذج الناجحة مثل مباردة باركود ٢١ التي انطلقت في معسكر الفتح في النمسا، و تقرر توسيعها لدعم رياضيي الفتح و توصيلهم بجمهورهم، كما يظهر اعتزاز الفتح الدائم بمنطقته و بالأحساء في جميع شعاراته و برامجه وهو ما يساعد مشجعي النادي و متابعيه من غير السعوديين في معرفة الجمال في السعودية، كما يحاول الفتح جذب المشجعين بالفاعليات الجميلة التي تصاحب مبارياته، ما يخلق رابطا قويا بين النادي وأنصاره، و يفيد العمل الاقتصادي أيضا، كما ينتشر الفتح بقوة في الفئات العمرية الصغيرة بنشاطات مثل " بكل حماس للدراسة راجعين " و إشراك الناشئين في تقديم قميص الفريق الأول، ما يجعل النادي لديه شعبية في هذه الفئة المهمة مستقبلا، كذلك البرامج التدريبية التي تفيد منتسبي النادي مثل دورة " احترف الاكسل "، والتوعية المستمرة التي جسدها برنامج " صحتك تهمنا "، في كل الفئات في كل الأنشطة في كل المجالات، الفتح دائما سيكون هناك مبهرا و ممتعا و بالتأكيد نموذجيا !
بقلم المستشار القانوني
خالد الحربي