خذلها عشمها ، وخاب رجاها ، وبدا وجهها شاحباً وعابساً ، منكسرة ومنهزمة ، امام واقعها المعاش ، بعدخطيئة لها ، لم تغتفر ، وكانت مرتابة وقلقة ، وخائفة من المجهول القادم ، : تلك المرأة، كانت متزوجة على : رجل في سنها ، وتعيش معه ، حياة طبيعية ، وزهومنقطع المثيل، وكان يحبها ، حتى الثمالة ، ويعطيها المال و الهدايا ، من حبه لها ، وكان يثق بها ثقة عمياء ، وطيباً معها طيبة ، لاحدودلها ، وحتى كانت تظنه ساذج ، بطيبته ، وضعيف الشخصية ، فسمحت لنفسها ، بطريقة فجّة ، " بالمخادنة " !، مثلها مثل غيرها ، ممن على شاكلتها ، ولكنها تعمّقت العلاقة ، مع مرور الوقت ، وربما وجدت ظالتها في خدينها ، فقد حلّ في قلبها، وشغفها عشقاً ، ومن عشقها له ، كانت سراً تعطيه العطايا ، وتهديه الهدايا ، وعندما وقعت في شباكه، قام " بتخبيبها " على رٓجلها ، قاطعاً لها ، وعوداً بالزواج منها ، وحياة مستقرة وهانئة ، وبها قامت ، بالتمرد على زوجها ، الذي تفاجئ بسوء معاملتها وسلوكها ، ونشوزها عليه ، مستغرباً منها ومندهشاً ، وفي احد الأيام ، قالت : وبصوت حزين ، يافلان ، كما تعلم ، عمري ماحبيت غيرك !، ولكن حسدوني الناس عليك ، حسبي الله عليهم ، وصابتني عين الحسد ! ، وماعدت احتمل البقاء معك !، وكرهت العيشة ومليتها ، وقررت العودة لأهلي ، والطلاق مطلبي منك اليوم !، قال : في ذهول ، لاحول ولا قوة إلاباالله ، قولي غيرهذا الكلام ياحرمة ؟ ،
هداك الله ، وانا ماعمري بخلت عليك بشيء ، وان كان صابتك عين ، فلا يهمك ، ابشري بالعلاج ، مهما كان ثمنه ، قالت : مريضة ، وعلاج مرضي الطلاق فقط !!، فارجوك طلقني يافلان ، بدون تردد وتسويف ، والله يرزقك بغيري ، وبعد محاولاته ثنيهاعن قرارها ، وتوسّله مراراً لها ، قابلته بعنجهية وعناد ، رافضة عدولها عن قرارها ، ومصرّة على طلاقها ، فقال : على مضض ، جاك طلبك وانتي طالق ، وردّها بأحسان لأهلها ، وهو على فطرته ، لايعلم بكيدها ؟ ولا بالمخادنة ؟
ولا التخبيب؟
ولايدري ماالخدبن ؟
ومن هو ؟
وعاد الى بيته في حيرة منها ، وحسرة عليها ، وقلبه يعتصر بحبها وفراقها ، وبات يتأوّه ، ويتغنى بها في كل مكان ، وظل يتسائل بحرقة ، ماهذه اللعنة التي حلّت على بيته ؟
اماهي ، فكانت ترفل بالفرح والسعادة ، وفي ديمومة كما يبدو لها ، وتنتظر وعود خدينها ، التي قطعها لها ، وفيما بعد تكشّفت لها حقيقته ، وعرفت بان كل وعوده واهية وكاذبة ، وعلاقتها به كانت علاقة ، مشينة وخاطئة ، وانه استغلها وخدعها ، وصرفت عليه مالها ، ولم يعد لديها ما تعطيه ، وكانت حينها الصدمة المروعة لها ، عندما صارحها وقال : ياكثر حبي لك يافلانة ، و ياكثر خوفي منك ، والخوف عندي اكبر ، وما فعلتي بزوجك ستفعليه بي وهذي حقيقة ، والخيانة لا غبار عليها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، ومهما وعدتيني وحلفتي لي فلن يهدأ بالي ، ويرتاح قلبي معك ، والعبرة لمن يعتبر ، قالت : ودمعتها على خدها ، واسفاه على حبي لك ، وتضحياتي معك ، بكل شيء ، وهذي آخرتها ، حسبي الله عليك ، حسبي الله عليك ، قالتها بصوت عالي ، وعادت لبيتها وهي تبكي وتندب حظها ، نادمة على مافعلت وضميرها يأنبها ، وكلها شعور بذنبها على طليقها ، وبسبب خطيئة ، تغتفر عند البعض ، ولاتغتفر عند البعض ، دفعت ثمنها غالياً ، وبعد ماكانت تعيش العيش الهنيء ، عاشت في كآبة وعزلة وفقر مدقع ، وقدخذلها عشمها وخاب رجاها ، وتلقت صفعة موجعة من خدينها ، ماكانت في حسبانها ، وكانت تتمنى عودتها لطليقها ، وقد حاولت تكفّر عن ذنبهابالعودة له ، ولكنها فشلت ، في محاولتها معه ، وقد بدا له منها ماكان جاهلاً ، وبكل صراحة وتجرّد ، قال لها : اكتويت بنارك مرة ، والمستحيل ، اكتوي بها مرة ثانية ، قالها ومضى . وبقيت على حالها ، في بيتها ، وقد تداعت عليها الهموم وتكالبت ، فحيناً تجادل نفسها الأمّارة ، وحيناً تصارع مجتمع لا يرحم قالت ، ولا يغفر الخطيئة للمرأة ، كما لوكان للرجل ، مثلها خطيئة .
بقلم : مزهر الشهري