لقد رأيت ان من يملك الهدوء والتأني وعدم التعجل في سائر اعماله واقواله وجميع احواله وكذلك من يحب ايظاً ان تكون ردود أفعاله بطيئه فانه في نعمة من نعم الله التي أمتن بها عليه واكرمه وهو اذ ينتهج هذآ الأسلوب الراقي والاتزان القوي يتنافى كليأ مع التسرع والاستعجال لان التعجل لا يحل معظله ولايرد أخرى في أغلب الأحوال .
وقد قيل ان مع المستعجل الزلل ويقع معه بقصد او بغير قصد وإذاحصل ذلك ضاعت المعرفه وضاقت السبل للحلول الممكنة من هنا يجب على الإنسان الا يضع نفسه في المضايقات ويحرجها لانه اذا انتهج اسلوب العنتره والاعجاب بالنفس والثقه المفرطة والاستعجال وجعل من كل موقف معركه مع نفسه ومع الآخرين ووقف عندكل محطة من محطات الحياةمتأهبأ ومستعداً للاخد والرد مستعجلأ سيفقد الصواب لامحاله وكذلك ربما تسلب منه ميزة العقل التي هي محور الارتكاز في كل شؤون الحياة بسبب تهوره وحماقته
وعلى النقيض من التعجل والارتباك قد قيل في التأني السلامه وهي لمن تكون ميزته الهدوء والتأني وعدم التعجل والانفعال ولمن يوزن الأمور كماهي وكما ينبغي وللذي يفكر ويتدبر قبل أن يتخذ اي شكل من أشكال التعاملات مع نفسه والآخرين ويستعرض كل الحلول الممكنه في صدره قبل أن ينطقها لسانه او تعملها يده وسيصل الي أفضل حلول كل المعاضل الخاصة به والتي تشمله مع غيره وعامة الناس.
هنا سوف تكون العواقب حميده والصواب يباري له والكل يحترمه ويثمنه طالما انه لم يضراحد بيده او بلسانه وان ماعمله كان محسوب بعنايه واقتدار لذا تجده يصل الى مايصبوا اليه بكل اريحيه حتى مع من تعرض له بأذى وقد يعاقب من أساء اليه ويلقنه العقاب مبتسما كأن شيئأ لم يكن كما ان هذآ الأسلوب الراقي يمنح صاحبه هيبه ووقار واحترام. ذلك ان التأمل والتروي والصبر والانسجام له حضوره وجماله الخاص في كل شي فشتان بين هذآ الأسلوب الهادي الجميل والمنتج وبين ماسبق ذكره من الاستعجال والرعونه والانفعالات ونتيجة كل منها.
اللهم إنا نسألك التأني وطمأنينة القلوب وهدوء النفوس وتوافيق ترافق خطانا وانشراح صدورنا
ودمتم سالمين
بقلم: حامد عطيه الحارثي