لم يكن الوجع إلا قاتل محترف تسلل خلسة، ليغتال هدوئي الأصم وسكوني الأعمى .. لكن خرجتُ سالمة غانمة من سلالة المعارك الطويلة الواهنة، بعد أن دككتُ حصون المعاناة .. تحررتُ من قيود الإنكسارات الغاشمة، ثم مزقتُ صفحات الذكريات العقيمة .. وأسقطت كل الحروف الأليمة التي طاردتها سنيناً حتى صارت في قاعٍ صفصف.
يقول رب العزة والجلال؛”سيجعل الله بعد عسرٍ يسرا”. حمداً وشكراً للخالق الذي يسر لي كل أمرٍ عسير وهيأ لي سبله .. فهل سأغض الطرف عن كل ما يؤذي مضغتي ..؟ نعم سأبتعد عن كل ما يعكر دروب صفو حياتي ويعكر أحفاد مزاجي .. فقد أصبحتُ يانعة قانعة بالحياة أحمل شموع الطموح يحدوه مسير الأمل الباسم .. أقف برهة وأتأمل عجائب صنع الرحمن في خلقه .. فأسأل نفسي لماذا تغيرت وأصبحت لا أُبالي بمن حولي .. ؟ لأن سبحانه كشف لي ستائر الغدر المريبة التي كانت تختفي خلف أقنعة زائفة .. فقد آن الأوان أن أرجع كل شخص إلى مكانه ليبقى نكرة ..
وهبني الإله مصباحاً سحرياً وملاذاً حقيقياً اختبئ معه وبه في نبض كل ثانية من الأمان .. أتزمل بإحساسه الدافئ من ليالي الأيام المزمجرة .. ليعزف في فؤادي عزفاً فريداً بأوتار الشوق ويشاغب فيها كيفما يشاء .. فتركت لجام قلبي الجامح يركض إلى مهد أحضانه الوحيد دون العالمين، حينها أيقنت قول المولى؛”وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً”. فيراودني سؤالٌ آخر هل كان هذا حلماً أم حقيقة ..؟ بل انه الواقع الأغر والذي ليس منه مفر رفيقاً للروح وسنداً في عتمة الليالي السود .. عام يتلوه عام والنبض يسكن الخلد.
وها قد حان وقت ولادة حبنا الأول من رحم الجب الإعجازي .. ليضيف إلى أقداح أعمارنا أنا وأنتَ عمراً مبهجاً لا يهرم ولا يهُزم أبداً .. سبحانك ربي بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير .. فنفثتُ ثلاثاً للشر ليتطاير عنك مع أدراج الرياح .. وطفتُ سبعاً حول روضك المقدس .. وقمتُ أقضي صلوات الرباط المكين خمساً .. فما زلتُ في الصفحات الأولى وفي بداية السطر الأول من كتاب عمري الذي يلوح ببيرق النصر المؤزر .. فهل ستكتمل فصول الرواية ..؟ لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..
همسة :
لا تهن وتضعف فالأمل موجود .. دام هناك رب معبود ..
بقلم
الكاتبة / فاطمة روزي