مع انتشار المقاهي حديثا واختلاف أنواعها أمسى التجاذب محموما فيما بينها على استقطاب العملاء وإرضاء المتذوقين ، وتوفير كل وسائل الجذب والإغراء والإقناع بجودة المنتج ، إلا أن هناك عامل جوهري وسر يغفله الكثيرون من المهتمين ، وهو عامل مؤثر في جذب المرتادين والحفاظ على نخبة العملاء . لايدركه إلا كبار المتذوقين للقهوة .
يتداول على المستوى العام القول المعروف " الشاي نفس " فماذا يعني هذا ؟ يعني أن إعداد الشاي بنكهته وذوقه يختلف من شخص لآخر دون اختلاف يذكر في المكونات وطريقة الإعداد والغلي وجودة المنتج ، وهذا القول ينطبق أيضا على الطعام والقهوة التي يدور الحديث حولها .
فما الذي يحدد سر القبول والرفض إذا ؟ ... السر في صانع القهوة .
الباحث الياباني ماسارو أيموتو أجرى بحثا حول تأثيرات الطاقة والأفكار المختلفة على المياه ، واكتشف أن طاقة الإنسان ومشاعره وأفكاره تؤثر على التركيب الجزيىء للماء ، وأخذ الباحثون من هذا قياسا على تأثير الطاقة غير المرئية للطهاة وصانعي القهوة على جودة المنتجات .
قد يفسر هذا إلى حدما اختلاف الطعم والشذى للقهوة أو الطعام بين فروع شركة واحدة تستخدم نفس المواد والأصناف والأجهزة وطريقة التحضير ، ومع ذلك كله يلاحظ المتذوقون المحترفون فرقا واضحا بين منتجات صانعي القهوة ، وهذا يعود إلى سر صانع القهوة ، سر طاقته وأفكاره ومشاعره ومدى ارتياحه عند إعداد القهوة .
هذه الخصوصية والهبة الربانية والسر الذي يحمله صانع القهوة والطهاة ، من أسرار الكون الكثيرة التي يصعب قياسها بشكل دقيق مثل البركة ، وجمال الروح ، والقبول العام . ومع أن هناك مقالات مبعثرة تجتهد في إثبات الظاهرة ومحاولة تفسيرها إلا أن الحقيقة هي وجود الظاهرة لكن يصعب تفسيرها تفسيرا علميا يمكن قياسه حتى الآن ..
الشاهد أن سر القهوة الرائعة قبل أن تكون أسعارا مسرفة ، يكمن في سر صانع القهوة الباريستا لأن روحه ومزاجه وعواطفه وتكوينه النفسي وطاقته تلعب دورا هاما في صناعتة وقبول منتجه وانتشاره واختلافه من مكان لآخر ، وهو جانب تغفل عنه كثير من المقاهي . فهل يمكن القول أن القهوة الفاخرةبمكوناتها هي روح صانعها .. ؟ وأن تأثيره النفسي هو سر التأثير في صناعة القهوة .. هذا ما ستكشفه الأيام .
محمد عايض آل عمر