نحن معشر البشر معرضين للاخطاء وفينا عيوب وهذه من حكمة الله الخالق اننا لسنا معصومين من الخطأ ولولا ستره علينا لكرهنا الحياة خجلأ وحياءأ من الله ومن بعضنا البعض وان من أعظم تلك العيوب والأخطاء التدقيق في نوايا الناس ومراقبة سلوكهم وتحليل نواياهم ومقاصدهم وما علموا ان النوايا من الأمور الغيبيه التي لايعلمها إلا الله وهو ألذي يعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور من هنا استوجب علينا في مجتمعنا ومع من نجالسهم او تربطنا معهم اي نوع من أنواع العلاقه والاجتماع ولمن تواجد او من تغيب الانحكم عليهم ونحاكمهم من عندنا ومن تلقاء أنفسنا على نياتهم التي نحن نظنها ظنأو لاننا بكذا ندعي معرفة الغيب والغيب لايعلمه إلا الله ونحمل نفوسنا مالا تطبقه من حقوق خلق الله مثل ان نقول انت كان قصدك كذا وهذي نيتك وهذاك قصده كذآ وكان ينوي ما شاء ان يقول وتشتغل نفوسنا بالتدقيق والتحقيق في تصرفات الغيرونواياهم ومقاصدهم من خلال تصيد هفواتهم وخطاياهم مع اننا لسنا مكلفين بذلك أصلا وكما يعلم الكل ان الله هو العليم بذات السراير وربما نظن بالسوء في كلمة تقال او عملا من الأعمال بينما كانت ظنونا خطأ وعلى غير مانفسره ونتصوره ونعتقد بصحته وتنقضي اوقات حياتنا مفسرين ومحليين لنوايا الناس ومؤلين مقاصدهم ونحرم النفوس احلى اوقاتها و من متعة الحياة بأشياء كنا غير مكلفين بها اصلا لان تحليل مقاصد الناس والتدقيق في نواياهم عمل يرهق النفس ويتعبها ويكسبها أثام ومعاصي هي في غنى عنها.
لذاندع الخلق للخالق والحياة سايره بنا وبغيرنا ومن غير تحليلاتنا للنوايا والمقاصد حتى لو اننا كنا صادقين في بعض التدقيق والتحليل. كما أنه يجب على الإنسان الا يبوح بكل مايطري على البال وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من حسن اسلام المرء تركه مالايعنيه..) وقال عليه الصلاةوالسلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت) او كماقال.وكذلك فان البحث والتفتيش عن مافي الظمائر ليس من الاداب والاعراف المحموده والسائدة
و صدق من قال.
العاقل خصيم نفسه فلا يشغلها في النبش والتنقيب عن نوايا خلق الله ومراقبة تصرفاتهم ولأن الدين الحنيف قد نهى عن مثل ذلك وتنافيه الفطره السليمه ولربما ان انتقاداتنا وتنقيبنا ومراقبتنا كآنت مخالفه للتصواراتنا وبكذا نكون حملنا نفوسنا فوق طاقاتها من الاثام لاننا تجرئنا ولكونها خفيه علينآ لايعلمها إلا رب العالمين واضعنا الوقت باتهام ألناس وبتدخلنا في مقاصدهم وأساليب حياتهم بأمور لاتعنينا أصلا اخيرا يقول
الشاعر.
ياصاحبي خذ لك من العلم ماطاب
ومالك ومال مبيحات السدودي
ودمتم سالمين
بقلم: حامد عطيه الحارثي