قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "ما أطيبَك من بلدٍ، وما أحبَّك إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك"[١]، هذا ما قاله الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما ودّع وطنه مكّة، وعندما وصل إلى المدينة دعا ربّه أن يحببه بوطنه الجديد، فاستجاب له ربّه وأصبح يحبّه حبًّا شديدًا، وهذا دليل يكشف حبّ الوطن في الإسلام والانتماء إليه، وثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: "باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربّنا"[٢]، ، وممّا يدلّ أيضًا على حبّ الوطن في الإسلام، وصف الله -سبحانه وتعالى- الصّحابة بالمُهاجرين، لقوله: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادقون}
((التربية الإسلامية وحب الوطن ))
تنطلق التّربية الإسلامية لحب الوطن في غرس المبادئ والقيَم منذ نعومة الأظفار، فحب الوطن في الإسلام فطرة جُبِل عليها الإنسان، ودور التّربية في حبّ الوطن يتلخّص فيما يأتي:[٥] التربية على استشعار ما في الوطن من فضائل سابقة. أن تكون التّربية على أساس الحب والتآزر مع أبناء الوطن، ممّا يجعل الوطن أكثر تماسكًا في مواجهة الظّروف المُختلفة. تعزيز حب الانتماء الإيجابي للوطن، وذلك عن طريق التّعامل مع المؤسسات المختلفة، كالمساجد، والمدارس، وغيرها. أن يُدرك الفرد ما عليه من الواجبات، على أن يُقدّمها بأكمل وجه. الدّفاع عن الوطن، سواء بالقول أو الفعل.
بقلم
خالد عمر مرعي