سطيح كلمة تعني الإستواء والصقل ولكن تعارف عليها بعض أفراد المجتمع بمعنى آخر عندما يطلقون أو يصفون إنسانا أن وجهه سطيح بمعنى لا يخجل ولا يستحي ولا يهمه من حوله المهم أن يأخذ ما يريد دون أن يلتفت للآخرين.
وحكمت الظروف الحالية منذ سنوات ضرورة أن تحمل وجها سطيحا في بعض مواقع زياراتك بالسفر وغير ذلك سوف تدفع نسبة كبيرة من تكاليف سفرك المالية بسبب الخجل أو الإستحياء أو الإستعراض وشحاذة إحترام العمالة المتنوعة في الفنادق والمطاعم ومواقع السياحة بما يسمونه الإكرامية ( البقشيش) ويستمر دخول يديك في جيبك أو حقيبتك كلما وقف أمامك من يقدم لك الخدمات التي أصلا أنت دفعت عليها ضمن فاتورة الحساب في كل مكان وحتى في المحلات التجارية ومحلات الطعام وبيع الأغذية والأحذية والملابس وكل مشترواتك أينما وضعت قدماك للشراء.
الضريبة والضربة تلاحقك في مواقع زياراتك أينما تكون، أما الفنادق بنجومها الخمسة والمطاعم فسوف تصفع ناصيتك برسوم الضريبة ويضاف عليها رسوم الخدمة بمعنى أن تدفع بالزيادة ربع تكاليف سكنك واكلك زيادة عن السعر الحقيقي تحت شعار الضريبة والخدمة لهذه الخدمة والضريبة.
تدفع الخدمة والضريبة داخل حساب فاتورتك رغم أنفك، ويلحقها الإكرامية إستحياءا لأفراد الخدمة الذين قدموا لك الطعام والشراب أو نظفوا لك الغرفة وعند عودتك أو محاسبتك لنفسك إذا كنت واعيا، تجد أن نسبة كبيرة من تكاليف سفرك تم دفعها إكرامية بينما دفعت تكاليف سفرك داخل فاتورتك تحت ستار الضريبة التي تعود للبلد التي أنت فيها، والخدمة التي يقدمها لك الأفراد العاملين في المناطق التي ترتادها وتعود للفندق أو المطعم ، والويل لتمزيق جيبك إذا كنت من أصحاب الجولات والخروج اليومي للإستمتاع فحق لجيبك أن يقول لك انت أيها السائح الأبله.
الأوروبيون والأمريكان وبعض دول شرق آسيا يندمجون في السفر مجموعات ويحصلون في المطاعم على خدمات رائعة دون أن يدفع أفراد المجموعة سنتا واحدا مما يسمونه إكرامية أو ( بقشيش) ، كما أن سعر الوجبات المتفق عليه مع الشركة أقل بكثير مما تدفعه فردا، ويقف مقدموا الخدمة حول تلك المجموعة مثل الألف في خدمة سريعة دون تأخير ، والويل لمقدم الخدمة إذا اخفقوا مع أفراد تلك المجموعة بينما أنت تنقص خدماتك وانت تدفع الإكرامية وكأنها باتت أمرا محتوما عليك سواء لجهلك أو أنك تشحذ كلمات المديح المزيفة ليزيد مقدم الخدمة في مراعاتك بينما أنت صاحب الفضل بحضورك لتلك المواقع.
وهناك بعض أفراد الشعوب العربية تراجع وتدقق وتحسب المطلوب وتقارنه بالأسعار وتدفع وإذا تبقى سنت واحد يطلبونه ليعود لحقيبتهم وهم يضحكون، وكم من حالات متكررة وعديدة يتم زيادة الحساب في الفاتورة لبعض أنواع الطعام والشراب وانت لم تطلبه أصلا ولكن لمقدمي الخدمة نظرة للزبون ونوعه وجنسيته وإذا ماتم إكتشاف الغش تأتي لك كلمة آسف من وجه لا يخجل ولا يستحي من مقدم الخدمة مستغربين كيف لهذه الفئة راجعت الفاتورة.
هناك بعض الشعوب العربية يتصيدها هؤلاء تصيد القط لوجبته، والسبب أن هذه الفئة يغريها المديح فتدفع وهي بلهاء جاهلة المهم انبساطها، وهكذا تطور الأمر حتى عرفت مواقع الخدمات لدى الأوروبيين والأمريكان وشرق آسيا كيف يستغلون بعض هذه الفئة المسكينة الجاهلة والتي يسيطر عليها الغباء بعكس الواعين الذين عرفوا ماذا طلبوا مقابل ما يدفعون دون إكرامية.
والإكرامية ظهرت منذ القدم في مواقع عبر البحار وكان من يقدمها شخصيات لا تعرف ولا يهمها كم صرفت من مبالغ لأن المبالغ الضخمة التي يتمتعون بها كلما نقص منها دولارا عاد أضعاف الدولارات قبل أن يقوم أصحابها من مكانهم، وقلّد بعض الأفراد من الطبقة الوسطى والفقيرة تلك الطبقات ، وشتان بين من اقترض من البنك من أجل السفر في إجازته وبين فئة لا تعرف عدد أموالها التي تتزايد كل يوم دون عناء، وتعود الأسرة لبلدها بعد أن اقترضت من البنك من أجل إجازتها في سفرها، ويشعر بالصفعة عندما يقتص من راتبه لمدة عام لتسديد مصاريف سفره في الوقت الذي لا يدرك أن نسبة كبيرة من مصاريف سفره دفعها بدور الأبله إكرامية مقلدا تلك الفئة التي بدأت بتلك الإكرامية واليوم يعاني منها بعض الأفراد إستحياءا عندما يجد نظرات أفراد مقدمي الخدمات وكأنها تقول متى تكرمني زيادة عن قيمة الفاتورة والأكل والشرب الذي يتبقى بعضه أو تفرح لتأخذه معك وانت مضروب في ناصيتك ومؤخرتك، وسوف تعرف الحساب مع نفسك يوم عودتك، كل هذه المعطيات لابد أن تدركها وتتعامل مع تلك المواقع بوجه سطح وسطيح، وإذا بلغت بك الرقة والخجل والإستحياء وترغب أن تتفادى إحراجك من الإكرامية، أسأل مقدم الخدمة، كم نسبة الخدمة على الفاتورة، وأرميه بنظرة وادفع ما هو مستحق دون زيادة سنت واحد، فكم من الجهلاء وضعوا الآخرين في هذا المأذق حتى باتت الإكرامية كأنها إلتزام يجب دفعه، فكن وجها سطيحا ولا كتلة بلهاء تسير وبعض القطط تنهش منها وهي تضحك وتظن أن هذا النهش مداعبة وليس مالا مدفوعا يندم عليه الإنسان ويعيش بجهله أينما كان.
في مواقع الترفيه والمطاعم والنوادي الليلية تجد مقدمي الخدمة قد تكالبوا على جنسيات محددة مبالغين في تقديم الخدمة بينما الفئات الأخرى لا يقف حولهم هؤلاء، وتستغرب من هذه الشخصيات التي يتم تقديم الخدمة لها، وسريعا تكتشف أن تلك الفئة هم من ربعك وقومك وشعبك، وظائفهم عادية ولا تؤهلهم لتلك الخدمة في مطعم عادي لا يستحق هذه الإهتمام، حينها تعرف أن السبب الإكرامية، ومن الطرائف أن من يستلم إكراميته مبكرا سوف يتبدل بشخص آخر وكأنما تم التبليغ، أذهب لتلك الفئة فقد حصلت على إكراميتي وإنت وشطارتك، وفي وسط الدجى تجتمع صداقة مقدمي الخدمة ليحكوا لبعضهم ماذا سمعوا واكتشفوا وعرفوا من حديث السيدات أو الرجال ، وعندما تتعمق بالمعرفة تجد أن مقدمي الخدمة يحملون شهادات وخبرات يحلم بها بعض تلك الأفراد أن يحصل عليها، وأيضا لدى العاملين في تلك المواقع الحس المعرفي بما يجعلهم يكتشفون به معلومات عن هذه المجموعات والأفراد بكل سهولة منذ الدقائق الأولى ، بينما بعض مقدمي الخدمة رجال أمن قد عملوا في هذه المواقع لأسباب عديدة وهكذا تعيش في سفرك وتظن أنك الواعي بعكس سفريات مجموعات أوروبا وأمريكا وبعض آسيا فالتعامل معهم من مقدمي الخدمة يكون بحذر شديد وخدمة تتمنى أن تحصل عليها ولكنك لست مؤهلا فأنت مهمتك أن تدفع وتزيد بالإكرامية لأنك من الشعوب المعروفة كيف تبذر المال تبذيرا وانت فقير معدوم العافية المالية، فأجعل وجهك سطيح ولا تتمادى بالحديث المسموع مع من تجلس معهم عن حياتك مستعرضا، فالذين حولك أكثر منك معرفة وثقافة ولكنها المفارقات المالية.
بقلم
أ. طلال عبدالمحسن النزهة