معظم من يتكلمون عن بر الوالدين والاحسان اليهما يتكلمون في حدود معينه ويتناولون ابعاد تخص الماكل والمشرب والصرف ويتناسون البعد الروحي بعد السعاده واسعاد الروح وامتاعها ، فقبل يومين كنت اجالس احد الاصدقاء وحكى لي قصة سيده مطلقه ولديها ابناء وبنات شباب وشابات وهي تحرق نفسها من اجل اسعادهم فهي في سن الخمسين وتعمل وتجهد نفسها لتوفير مدخول لاسرتها المتروكه دون عائل وتقوم بواجبات الابناء والبنات داخل المنزل لتهيئة الاجواء المناسبه لهم ليتفوقوا في دراستهم مثلها مثل اي ام ناجحه مكافحه قويه وفجأه ظهر في حياتها من يريحها من كل هذه الاعباء رجل يكبرها بعقد من الزمان او عقد ونصف وهو رجل من اقرباها ميسور الحال وطيب القلب تقدم لخطبتها وكانت الدنيا تخنقها وهي تعافر تحت وطئة الظروف المعيشه والجهد البدني الغير متوافق مع سنها لذا وجدت في هذا الرجل الاب والاخ والصديق والزوج والمعين بعد الله وتم الزواج وارتاح الجميع وشعروا بانهم انتقلو من حياه الى حياه وتبدلت الاحوال للاحسن ولكن هيهات ان تخبو الانانيه في انفس بعض الابناء والبنات فبداو في التضييق على امهم واحاكوا لزوجها المكائد ونشروا الفوضى في البيت من اجل التفريق الغير مبرر بين امهم وزوجها الذي عاملهم معاملة الاب ولم يقصر معهم في شي .
وفعلا تم الطلاق لاكثر من مره وتفرق شمل الاحبه وعادت المسكينه لتكابد اعباء الحياه وتعوم ضد التيار دون ان تجد رأفه او رحمه من هؤلاء الانانيين ولم تنتهي القصه ومازالت القضيه تعالج بالمحاكم المختصه بقضايا الاسره . الشاهد في مقالي ان البعد ااروحي في ارضاء الوالدين مهم جدا فاسعادهم ليس بالامور الماديه فقط بل للبعد الروحي العمق الاكبر في الرضى والبر فليس تقبيل الكفوف ولا حتى الارجل يفيد اذا لم يقترن بالغوص في اعماق النفس وجلب الدرر السعيده لتنعكس ضوءا مشرقا على حياة الام والاب والقصه التي ذكرتها تنسحب احداثها على بعض الاباء ممن تزوج ليسعد نفسه فوجد عزالا من ابناءه وبناته لاتأخذهم رأفه ولا رحمه في والدهم . لذا اهيب واوصي الابناء والبنات بالبحث في خبايا ارواح والديهم واستنباط اسباب السعاده لها وتنفيذ حيثياتها وصولا لقمة جبل السعاده الدنيويه لهما ليصل الابناء للسعاده في الدارين بمراعاة البعد المعنوي الروحي لوالديهم .
كلمتين ونص :
بر الوالدين لايكتفي ببعد مادي فقط بل يجب مزج ومراعاة البعد المعنوي الروحي معه ليشكل المزيج الحقيقي لبر الوالدين وصولا لسعادة الدارين وارضاء الرحمن .
بقلم : عماد عمر طيب
التعليقات 2
2 pings
نوال العنزي
2021-09-26 في 10:33 م[3] رابط التعليق
لفته جميله وموضعك يستحق الاعجاب شكراً من قلب علي احساسك الراقي كم هي جميله الحياه باسعاد من هم كافحو بهذي الدنيا من اجل تربيتنا اشكرك علي هذه المقاله العظيمه
نزهة الإدريسي
2021-10-04 في 3:05 م[3] رابط التعليق
اعجبني هذا الموضوع جداااا
قلما يتطرق اليه الكتاب رغم اننا نعيشه وهو من الظواهر او القضايا الملحة في مجتمعنا العربي..
ففي هذه الحالة التي تخص هذه المرأة كان يجب ان يتدخل احد لردع الاولاد خاصة وانهم صاروا كبار حتى ينظروا للام بعين الرحمة
فزواجها ليس للمتعة بل لاسعاد أولادها واستقرارهم وهي اكيد تقدم نفسها قربانا لذلك الرجل او على الأقل هناك صفقة مخفية يعلمها الاثنان وهي دفع ما تبقى من شبابها للمتعة وخدمة هذا الرجل وهذا شيء ليس عيبا او حراما مادام على سنة الله ورسوله..
قد يكون هناك اعتراض او تحفظ لو كانت المرأة في مقتبل العمر ولها اولاد صغار يحتاجون كل اهتمامها و رعايتها و وجود شخص غريب بحياتهم يسبب لهم الارتباك و يهدد مستقبلهم ، في هذه الحالة يجب التفكير جيدا قبل اتخاذ خطوة الزواج…
موضوع جد معقد في مجتمعاتنا العربية و لا نستطيع ادارة ازمته الا في كل حالة على حدة
وفقت 👍🏻