لا شك أن النفوس تتفاوت بين البشر...
منهم الصبور ؛ الذي يستطيع التغلب على غضبه..!! ومنهم من يغلبه طبعه ؛ فلا يستطع كبح جماح غضبه...!! فالفروق بين أجناس الناس متفاوتة و جلية واضحة...
من يتجاهلك عمدًا : اِعْلَمْ ، أنك تلمع كالبرق في ذهنه...!!
عامل الناس وكأنك تتصفح الكتاب ، تتجاهل السخيف وتمزق السيء ، وتتوقف عند الأجمل...) .
لا تبادل الكراهية بالكراهية مع أحد، بل أحرجه بالطيب ، فيصبح بين أمرين : إما أن يكفيك شره ، أو بخجل ويتحول إلى صديق...
وإن كنت لا تملك تلك المهارة ، التي تبلور المشاعر السلبية إلى إيجابية لتجذب الآخرين بتعاملك الراقي....
إذن لا تكن غثيثًا..!! صاحب نفسء خبيثة ؛ فاسدة العقل ، مهزولة لا خير فيها...!! أو غثًّا ؛ لا يميز بين الرديء والجيد...؟!! و السمين بالغث... ؟!! وَيَرْقَعُ الْجَدِيدَ بِالرَّثِّ..؟!!
لتعلم : أن الناس لن يجمعوا على محبتك.. و كذلك لن يجمعوا على مقتك أو مقت طبعك...
قبل أن توشك أعصابك على الاحتراق من موقف معين ، تجاهلك فيه أحدهم مثلا..
تذكر أنك لن تستطيع إصلاح هذا العالم ، ولا عقول الناس ، ولست ملزما بالخوض في كل حديث - خالف هواك ، لكنه لم يتعدى حدوده .. !! -
ولن تكون وصيّا على أحد ؛ مثلما ، لن ترضى أن يكون أحدهم وصيّا عليك..!! لست ملزمًا ؛ بإبداء رأيك في الأمور كلها . لكن من حقك أن تدافع عن إساءة وُجّهَت لك... !!
من أثنى عليك ، لم تجبره على الإشادة بك ؛ إنما
طبعه الآسر ، ومثاليته تحتم عليه ذلك التقدير للآخرين ... و إن شكرته ؛ فهذا ديدن الراقيين ، أصحاب الخلق الرفيع ...
لن ترغم نفسًا خبيثة على مجاملتك..!!
فلو بلغتَ عنان السماء رفعة ومجدا ؛ لن تراك إلا بصورة نمطية سيئة...؟!! تكمن مهمتها في قَسْر الخير عنك....؟!!
فنفسه جبلت على الانتقام و إذلال كل شيء ؛ من أجل أن يراك لا شيء...!!! فهي تلك النفس الحاقدة ؛ تمخضتْ فولدتْ كرهًا بعد كره ...؟!!
التضييق على الناس همها الأول .. وليكن همك الأول ؛ احترامك لنفسك ؛ كي يحترمك الآخرون...
لا تندم على مشاعرك الراقية - التي مثلتك خير تمثيل كانت خير سفير.. حتى إن أساء البعض تقديرها ، سواء بقصد ، أو غير قصد...!!
قد تجد نفسا لا تطيقك ؛ من الوهلة الأولى.. تجد تنافرًا في القلوب.. بدون أسباب تذكر ..؟!!
لكن كمال الأخلاق ؛ أن يكون الخلق الطيب ؛ أو المجاملة اللطيفة حاضرة بينكما ...
و العكس صحيح... قد ترى شخصًا للمرة الأولى
و كأنك تعرفه من سنين .. كل الأخوة الصادقة حاضرة
بينكما ...
وهذا مصداقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
(الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف)..
أخيرًا: مهما تَأَوُّهتْ روحك من روح أخرى ؛ تغابى وتغاضى... تمثل قول أحدهم :
وإنْ بُليتَ بشخصٍ لاَ خَلاقَ لهُ
فكُنْ كأنَّكَ لمْ تسمعْ ولمْ يَقُلِ..
بـقـلـم : حسن بن يحيى عياشي.
ayyashi202@gmail.com