مرت الادارة و فنونها بمراحل تطور وتطوير على ايدي رواد وأساتذة في جامعة هارفرد وأوهايو وغيرها من دور العلم والخبرة وهنا نتذكر من لقب بابي الإدارة العلمية F.W.Taylor وجهوده في أوائل القرن العشرين في دراسة كفاءة الأداء وكذا أعمال Munserberg عن جهد العمل ودراسات Freud عن اللاشعور في الأداء وبحوث Connon عن الانفعال والعواطف في بيئة العمل وجهود prince في تكامل شخصية الموظف وقد أتى بعدهم العديد من عباقرة الإدارة الذين اضافوا لهذا المجال الكثير من النظريات والمعايير التي ساهمت وتساهم في نجاح الأداء المؤسسي والفردي والقيادي لتحقيق الأهداف المرجوة ولأن التطوير والابداع والابتكار لأي علم من علوم الدنيا لا يتوقف وانما عجلة تدور ما دامت هذه الحياة فقد ادهشني قائد ورائد نهضة عسير أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز عند حديثه عن اختيار عضو الفريق الفاعل من خلال نظريته الأصيلة ( العاشق المحترف ) وبرر ذلك في ثوان معدودة.
وعندما نقرأ ما تعنيه نظرية الكلمتين للملهم تركي بن طلال نجد بأن المفردة الأولى ( العاشق ) تم اختيارها بعناية فهي مرتبة أعلى من الحب والشغف وتحتاج صفحات لقراءتها قراءة علمية ولكنها باختصار تعني الحافز الداخلي قوي التأثير والاندفاع المخطط له والتفكير في تحقيق الهدف والسعادة بالمرحلة المنجزة عند حدوثها والعلاقات الإنسانية الفاعلة وبيئة العمل الناجحة والرقي الحسي عند تنفيذ المهام والاقبال على الأداء والعطاء بإيجابية ورحابة الصدر عند تلقي التوجيهات والايمان بالقدرة على النجاح والاحتضان النفسي لذوي العلاقة في بيئة العمل والتمرد الإيجابي على الخطة الزمنية بل مسابقة عقارب الساعة لتحقيق الإنجاز وكما قال سموه فالعاشق يقدم كل ما لديه أي يبذل كل الجهود العقلية والبدنية والزمنية لتحقيق الأهداف المنشودة
وعند النظر الى المفردة الثانية لسموه وهي ( المحترف ) فهي ادارياً تعني باختصار الكفاءة الفنية والتكتيكية والقدرة على التطور والتطوير واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وتحمل المسؤولية والقدرة على التخطيط والانجاز وتقييم الأداء ودقة التنفيذ واحترام الوقت والفاعلية في التواصل الرأسي والأفقي ومتابعة التحديثات المستمرة في المجال والمرونة العملية والالتزام بأخلاق المهنة وسرية المعلومات والتنفيذ وفق معايير الجودة مع المحافظة على التماسك والانضباط والقدرة على إدارة الأزمات وحل المشكلات بطرق علمية والفاعلية المحترفة في كل الاتجاهات
وهناك جانب هام في نظرية العاشق المحترف التي أطلقها سمو أمير المنطقة وهي الاقتران الشرطي بين الكلمتين فلم يقل العاشق فقط لأن العاشق قد يطغى عليه الجانب العاطفي فيندفع بشكل غير مدروس فيؤثر ذلك على النتائج عندها تكون أقل من مستوى الطموح فيحدث الخلل.
ولكن عندما ربط العشق بالاحتراف فهو بلا شك صنع نظرية محكّمة علمياً وعملياً هدفها الأساسي الجودة في الإنجاز بسعادة وهذا ما بنت عليه الحضارات الحديثة منجزاتها المختلفة.
ولا شك بان عسير بمن فيها وما فيها مقبلة على نهضة تنموية مختلفة عن كل مناطق وطني الحبيب نظراً لما تقدمه القيادة لهذا الوطن واستناداً الى هذا الفكر الذي يقرأ سطور العطاء في وجوه مرؤوسيه ويفكر بإيجابية خارج الصندوق إضافة الى الفاعلية الميدانية والشفافية المطلقة والتواضع المحبوب في قالب منهجية عملية واضحة لدى صاحب نظرية العاشق المحترف الإدارية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير فهنيئاً لنا في عسير المكان والانسان بهذا الأمير المفكر الانسان.

بقلم: محمد صالح الشهري