وهجٌ تقدَّسَ دَهشةً وذُهولا
يَلِجُ القُلوبَ ملامحاً وميولا
ينثالُ منْ ألقِ النبوةِ شدوه
ليسامرَ التسبيحَ والتهليلا
وبه عوادي الشعرِ تضبحُ عِزَّةً
(سَكَبٌ) تُحَمْحِمُ صَولةً وصهيلا
كالصافناتِ بيومِ (خيبرَ) أشعلتْ
ليلَ القتامِ بِقَدْحِهنَّ فتيلا
هو هاهُنا وهَجُ القصائدِ لمْ يزلْ
مِنْ طُولِ ماسَكبَ الجَمالُ جميلا
يختالُ كالأنصارِ يُرسلُ خفقةً
لمدلَّهٍ يحيا الحياةَ قتيلا
ويضجُّ في وادي (العقيقِ) كأهلِه
حُبَّاً تُعتقهُ القلوبُ هديلا
يرتجُ يكتبُ للمليكِ قصيدةً
عصماءَ يُنشدها الزمانُ طويلا
ملكٌ جلالُ الحقَّ نَوَّرَ فِكْرَهُ
ليُمَحِصَ اللاعقلَ والمعقولا
حتى ترى الأفكارَ يُثمرُ طلعُها
نوراً يُقومَ مَنهجاً وعقولا
مِنْ فِكْرِهِ اتقدتْ مشاعلُ أُمةٍ
تخذتْ إلى وطنِ الفلاحِ سبيلا
فهو المُجَدِدُ شمسَ كُلِّ حضارةٍ
وهو الموحدُ شملَها المأمولا
وهو الذي بعثَ الشموخَ بركنها
وأعادَ مَجداَ داثراً وأثيلا
وحمى ذمامَ العُرْبِ أيقضَ أمةً
تتمثلُ التنزيلَ لا التأويلا
هو هَاهُنا (سَلمانُ) يَعْدِلُ ميلَها
فتراه يسرج قلبه قنديلا
مَلِكٌ بهِ العَلياءُ تلبسُ تاجَها
والمجدُ يلبسُ سمته إكليلا
كمْ راحَ يُنشئ للفَضِيلةِ رايةً
سمَقتْ بنورِ اللهِ مِيلا ميلا
هي رَايةُ التوحِيدِ أَكْرمُ رايةٍ
باللهِ تخفقُ روعةً ودليلا
لنسابقَ الدُنيا ونَنْتَهِبُ الخُطى
نحو السماءِ ونهزمُ التضليلا
ونعودُ مِنْ بَعْدٍ نُرَدِدُ حَيهلا
نحو الجنانِ تسابقاً ووصولا
فافخرْ بِجُنِدكِ يا مَليكُ فلنْ تَرى
فوقَ الأديمِ مُغَفَّلاً وجفيلا
بلْ معشر يحدو الخلودُ ركَابَهم
يتوافدون إلى حماك رعيلا
لنظل نعلنه بياناً هادراً
وهجاً يزلزلُ شامتاً وعذولا
(سلمانُ) بابٌ للهدايةِ مُشرعٌ
وبكفه حدُّ (الفقارِ)صقيلا
فليحذرِ الباغونَ سَطوةَ حَدِّه
فالحزمُ أضحى للمليكِ رسولا
للشاعر
معبر النهاري