سابدأ مقالي ببعض المواقف والتي مع مرور الزمن ظهر لي تفسيرها ففي " الماضي " كانت إحدى المعلمات للمرحلة الإعدادية وهي معلمة متعاقدة من إحدى الدول العربية ، كانت تقوم بإجبار الطالبات على خلع مايضعنهُ على شعرهن من غطاء متعللة بأنهن مازلن صغيرات على تغطية شعرهن ولا تحب رؤيتهن بالحجاب لأنه يناسب " الختيارات " ( كبار السن ) على حد قولها وليس الصبايا، لدرجة أنها تقوم أحيانا بخلعهِ دون إرادة الفتاة و دون مراعاة لمشاعر الطالبات ، وكانت النساء والفتيات أيضا يتعرضن للإنتقادات في لباسهن المحافظ من بعض المقيمين لتمسكهن بما يفرضه عليهن الشرع أو القانون او العادات والتقاليد وما تربين عليه كحال معظم الأسر المحافظة.
وسأذكر موقفاً آخر حدث لإحدى البنات في الثانوية حيث كان سائق الباص وهو "مقيم " من دولة عربية و يعمل بنقل الطالبات ، وكانت إحداهن قد أضاعت "شالها" الذي تغطي به شعرها عندما تخرج وأطالت البحث عنه وأدى ذلك إلى تأخير ها ، فاشتاط الرجل غضباً وقال لزميلاتها مستهزئاً ..
(خلوها تجي بدون غطاء و بلاش حياء كذاب ) وأكمل كلامه قائلاً بطريقة ساخرة ( خذوا شماغي غطوها فيه وبسرعه لاتتأخروا) وهو يردد بغضب "حياء كذاب" "حياء كذاب" !
المهم ؛ ما أرمي اليه من ذكر بعض هذه المواقف وغيرها كثير للأسف هو أننا كشعب "محافظ أو منفتح" لم ولن نسلم من نظرة الحاقدين والحاسدين في الماضي والحاضر ففي الماضي كانوا يسخرون من عباياتنا التي ماهي الا تغطية لعيوبنا ، فشبهونا بكيس النفايات وعندما بدأت العباءه بالإختفاء في مجتمعنا المحافظ وصرنا نتشابه مع العالم ..
سخروا منا أيضا لأننا قد وصلنا متأخرين في نظرهم مارقين عن الدين ، فنحن لسنا كمثل أحد ويجب الا نتخلى عن حياءنا ولباسنا الشرعي لأننا في بلاد الحرمين ! وأصبح التحرر عن بعض العادات والتقاليد في الزي أو غيرهِ مما لايمتُ للدينِ بصلة.. أصبح يعني البعد عن الدينِ والشرف والإحتشام بعد أن كانت في نظرهم تخلف وتستر خلف الحجاب ، ويخطر في بالي موقف المرأة التي هددها زوجها بالطلاق وهي تصعد السلم عندما قال لها ( إن صعدتي فأنتي طالق وإن وقفتي فأنتي طالق وإن نزلتي فأنتي طالق ) فما كان منها الا أن قامت برمي نفسها من على السلم لتحل المشكلة .
" والخلاصة" ، أننا لن نفعل مافعلتهُ هذه المرأه لنرضي الجميع الذين لن يرضيهم ثقافتنا وانفتاحنا "عموماً" بغض النظر عن لباسنا وعاداتنا التي نتشرف بالإحتفاظ بها ، فهي لم تكن ولن تكونَ عائقاً في طريقِ تطورنا.
و نحنُ في هذا العهد الزاهر وفي ظل رؤية بلادنا من سيقود قطار التقدم والتطور والإزدهار في جميع المجالات وسيظل قطارنا منطلقاً الى الأمام دون توقف أو رجوع إلى الوراء وسيدهس كل من يحاول الوقوف في طريقهِ وسندهش العالم بحضارتنا الجديدة .
قد يعتقد البعض "بعنصريتي" عندما يقرأ مقالي هذا لكني ابداً لست كذلك صحيح كان هناك بعض من الناس "السلبيين" الذين تركوا في ذاكرتنا أثاراً سيئة ، ولكني لم ولن احقدُ على ِاحد بل على العكس كان ومازال لدينا معارف وجيران وأصدقاء لانكنُ لهم إلا كل تقدير واحترام .
بقلم
الكاتبة / هيا الدوسري
٢١/١٠/٢٠٢١
التعليقات 1
1 pings
زائر
2022-08-08 في 6:08 م[3] رابط التعليق
الله يجزيك خير ويثبتك ، كلام رائع .
(0)
(0)