التنمر ظاهرة عالمية تعاني منه أكثر المجتمعات ، وفي المجتمع السعودي يعد التنمر ظاهرة تستدعي التوعية والاسهام من كل فئات المجتمع في محاصرة هذه الظاهرة والتخفيف من حدة آثارها . في18/نوفمبر / 2016كشفت صحيفة الاقتصادية عن دراسة مسحية ميدانية أجريت على نحو 12575 الف طالب وطالبة في المملكة تقول أن التنمر الإلكتروني شكل نسبة 30% من مجمل الحالات وأن 7% اجبروا على مشاهدة مواد اباحية ..وتتحدث أن نسبة التنمر بين الطلاب في ازدياد ..
يعرف التنمر بأنه ذلك السلوك العدواني المؤذي المتكرر مع سبق الإصرار والتعمد ، ويختلف في أنواعه بين الجسدي واللفظي والعاطفي والإلكتروني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها ، وأكثر أنواع التنمر انتشارا بين الصغار والمراهقين من الطلاب .
المتنمر والضحية كلاهما بحاجة إلى توجيه وإرشاد وتعديل للسلوك فشخصية المتنمر في الغالب تكون عدوانية على الآخرين وربما تكون ضحية لاختلال أو تعنيف أسري سواء تفكك أو اضطراب أحد الوالدين نفسيا ، أو الأهمال الأسري فلا يجد من يستمع إلى مشاكله ومعاناته ، أو يقع تحت تأثير الألعاب الإلكترونية العنيفة ، أو الخوف من التعبير لأحد الوالدين ، فيفرغ هذه الضغوط النفسية والأسرية على شخصية ضعيفة لا توازنه في القوة ويستقوي عليها كنوع من التعبير عن الذات المفقودة ...
أما الضحية أو المتنمر عليه فقد يكون لديه إحدى سمات الإعاقة، كالخلل العقلي مثلا ، أو التشوه الجسدي ،أو الضعف النفسي الشديد مما يجعله فريسة سهلة لتلك الشخصية ، التي تمارس عليه العدوان المتعمد المتكرر ، والقهر والإذلال سواء الجسدي أو اللفظي ، أو يعامله باحتقار وإهانة أمام الآخرين ، ويجعل أخطائه في دائرة الضوء باستمرار ، أو يبدأ تلفيق التهم ونشر الشائعات والأكاذيب حوله ، أو تهديده الكترونيا .
الجراح النفسية نتيجة التنمر عميقة وموغلة في الألم مما يكون لها آثارا سلوكية خطيرة ، أقلها التهرب من المدرسة تحت مبررات مختلفة ، والشعور بالإحباط ، ويكون المتنمر عليه عرضة للمشاكل الصحية ، وأحيانا العقلية . فبحسب باحثين فإن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر يكونون عرضة للأمراض ستة أضعاف غيرهم ، وأخطر ما يصاب به ضحية التنمر هو الاكتئاب الذي قد يؤدي إلى الانتحار لا قدر الله .
التنمر سلوك مؤذ للغاية وآثاره الصحية والنفسية في غاية السوء ولهذا كانت الحاجة ماسة إلى تكاتف الجهود خاصة بين الأسرة والمدرسة ونشر التوعية والحملات المكثفة كالحملة التي تطلقها خلال هذا الأسبوع وزارة التعليم ممثلة بالإدارة العامة للتوجيه والإرشاد تحت عنوان " معا ضد التنمر "