يمّمتُ وِجهتي إلى حيث القَدَر .. مودِعاً صغيري .. ومُفارقاً عصفورة مخدعي ..( فرأيتُ في طريقي شبحٌ قادم .. وأبصرتُ على دربي خطرٌ داهم ).. إِرْتِعَادٌ مُقبل .. وإختلاجٌ آتٍ .. فدخلتُ معَهُ في إنعتاقٍ غيرَ متكافئٍ .. فعلِقَ بين الفؤادِ والجسد .. وتطاول بين عظامي والحشا .. فداهمني اللاوعي .. وباغتني اللا إدراك .. نحيبٌ لم اعرفُ مصدره .. ونشيجٌ أجهلُ منبعه .. فقبضَ الحديدُ عليّ تَتَيُّماً .. وعانقني صبابةً .. فأستجمعتُ قِواي .. ولملمتُ عزيمتي .. ورفعتُ هامتي للمُقاومةِ ..( فُكسِرَ أسفلَ الظهر ).. وتطاولتُ بقامتي للعِراك ..( فجُذّتِ الأُذُن ).. آهٍ من هذا ( البوَى ).. أُعالِجَهُ بالأنين .. وآهٍ من هذا ( الأسى ).. أُداويهِ بالتأوّه .. بعدها عصفتْ بي الألآم .. وإعترانيَ الوجع .. فأصبحَ الوصبَ كأنّهُ ( طروادةٌ ).. إجتاحَهُا الولَه الطاغي على ( هيكتور ).. أو شبيهٌ ( لإبنِ المُلوّح ).. إكتسَحَهُ الهُيامُ الجارِفِ على ( ليلى العامريّةِ )..
.. عِندها حاصرتني أفكارُ الغيابُ السرمديّ .. واكتنفني خيالُ الذِهابُ الأبديّ .. واعتقدتُ جازماً إنه التحليقُ نحو اللامنتهى .. وأنها لغة العبور للآخرةِ بإمتياز ..( فهملجتُ ) نحو المشفى .. وأنا أقولُ ..( ليت للأرضِ أطرافاً لتنطوي .. فنلتقي ).. فرأيتُ مكاناً مُكتظٌّ .. وزوايا مُزدحِمةٌ .. فخُيّلَ لناظريّ أنَهُ عقدٌ جُمانٍ مُخمليّ النظم .. أو تُوبازٌ محبوك السبك .. لآلئهُ مُفردات محبةٍ .. وجواهِرَهُ أبجدياتِ مودةٍ ..( إنّهم أصدقائي )..( فصرختُ مُستحثّن طبيبي .. وزمجرتُ مُنادياً مُسعفيّ ).. قائلاً لَهُ : أحتاجُ ( لإسطوانةِ أوكسجينٍ ) فمحبّةُ الناسِ مُبهِرَةٌ تخطفُ الانفاس ..
..( فمتى أعْوزَكَ الشفاء .. وأعياكَ البُرء .. ففتشْ عنهُ - بعد اللهِ - في أعماقِ قلوبِ الزائرين .. وابحثْ عنهُ في حنايا أفئدةِ الأنقياء ).. فليتني أملِكُ عذوبة الألفاظ .. لأمتطي سحرُ الألحاظ .. فأنطِقُ لكم شُكراً مكنون الفصيح .. وأعبّرُ لكم تقديراً بلسانٍ مليح .. فقد أغرقتموني بهذا الإهتمام المُنسكِبُ في سويداءِ المُهج .. وغمرتموني بهذا الإكتراثُ المُنسابُ في ثنايا الوجدان .. يتزينُ فيه مفرقِ الألمِ متوشحاً بالدُعاء .. ويزدانُ معَهُ العناءُ موشوماً بالإبتهال ..( دامَ للجميعِ إكتهاءٌ حتى آخرُ الأبجديّةِ )..
- بقلمي - خالد العمري