بعد حصوله على " سادسة " ، وكانت حينها شهادة عالية ، يعتد بها ، ومنجز علمي رفيع ، قررالصبي" زهران " السفر ، بنية العمل في المدينة البعيدة ، رغم صغرسنه ، لتأمين شظف العيش لأهله ، وسد خصاصة بهم ، ولهذه الضائقة المعيشية ، غادر زهران قريته ، راكباًسيارة " الكنور " ، مع رفاقه الذين يكبرونه سناً ، وكلهم ذهب لطلب الرزق ، كانت الطرق وعرة ، والرحلة شاقة ، وعندما وصل زهران ورفاقه المدينة ، جلس على رصيف الشارع لوحده ، يتأمل ويتألم بفراق اهله ، وهوفي تأمّله وتأ لّمه ، وقف عنده ، رجل ثري بسيارته الفارهة ، يدعى " اسعد " ، وقال : مالك ياغلام جالساً تحت الشمس الحارقة ؟، قال : ياسيدي ، جوعان وظميان ، وحالي سقيمة ، قال له بشفقة وحنان ، تعال اركب معي ياابني ، فخاف وترددزهران ، ثم ركب معه ، وسأله السيداسعد بعض الأسئلة ، واجابه بفطرته وصدقه ، ومضى به إلى بيته ، واكرمه وكساه ، وقال : انت واحدمن اولادي ، ولك وظيفة وراتب عندي ، ولاتشيل الهم ، وفرح زهران بماسمع ، وعمل معه في شركته لسنوات ، واغدق عليه بالمال ، وحفّه برعايته ، وعندماكبر ، واشتد ساعده ، انتابه الشوق والحنين لأهله ، فقررالرحيل والعودة ، وقال ياعم اسعد ، جمايلك واجد علي ، ولايمكن انساك وانساها ، واستسمحك واستودعك ياسيدي ، حان وقت رحيلي ، قال : فمان الله ياابني، وخذهذاالمبلغ ، وهذي السيارة الجيب ، تقديراً وتكريماً لك ، فشكره زهران ، وقبّل يده ، وفرّت من عينه دمعة ، لحظة التوديع ، بعدهاحمّل سيارته بالهدايا ، وحاجياته ومضى ، وعندماوصل قريته ، قوبل بالحفاوة والترحيب ، وفرحت امه وابوه واخوته ، فرحة عارمة ، وبمناسبة عودته ، اقام وليمة كبيرة ، حضرهالفيف من الناس ، وكان زهران كريماً ، ذاع صيته وسمعته ، واصبح محبوباً ، والكل يخطب وده . وفي ضحى احدالأيام ، لبس قميصاً جديداً ، ومشط شعره الناعم الطويل ، وتعطّربعطره الفواح ، وقام بزيارة عمته ، للسلام عليها ، فوجد نساء في ضحويتها ، وصباياحسنوات ، احداهن صبيّة تدعى : " جميلة " ، وهي بالفعل كذلك ، فسلم عليهن ، وجلس معهن ، وكان الأمرسيّان ، قالت : عمته حياك الله يازهران ، ونبغى تحكي لناقصتك وغربتك في المدينة ، فاستجاب وحكى لهن ، بلهجة المدينة ، وخلال حديثه ، كانت جميلة تناظرفيه ، بأعجاب وانبهار ، وبدأت معه بالحرش والغزل ، وزهران لايعلم بأنه شغفهاحباً ، ولكنه لاحظ حركاتها وغزلها ، وكان يستحي احياناً ، فيغض بصره عنها ، وبعد مافرغ من حديثه ، استأذن ورجع لبيته ، ولم يخطر بباله ، ماحلّ بجميلة المغرمة به ، فقدجفاها تلك الليلة نومها ، وصابهاالسهد ،
والتفكيرحتى الصباح ، وبشروق الشمس ، قامت جميلة من فراشها ، وتزينت وتهندمت ، وازّها العشق ، إلى بيت زهران ، وطرقت الباب ، وفتحت لهااُ م زهران ، ورحّبت بهاوحيتها ، مستغربة زيارتها ، وبدورهاسلّمت جميلة على راسها ، وكانت مرتبكة جداً ، قالت : وهي جالسة ياعمة ، فقدناالبارح من حلالنا" خروف " ، عساه بين حلالكم ، والاعندكم خبره ؟! ، قالت : لاوالله يابنتي ، ماشفناه ولاخبرناه ، وتعرفين ماعندنا حلال ! ، وتعجبت اُم زهران ، وتساء لت في نفسها ، كيف تسألهاجميلة عن خروف ، وحلالهم كلها من " الماعز " ؟!،حينهااجاب زهران على تساءل امه ودهشتها ، بحضوره ، فهوالخروف ، والعشق ، والسؤال ، والعذاب ، لجميلة ، وذلك وضح جلياً ، عندمارأته واقفاً امامها ، قامت واقتربت منه ، وكادت تهمّ به، ولكن امه حالت بينهما ، وعرفت الذي جاءبها ، وكذلك زهران عرف انهااحبته ، ولغة عيونهاكانت الشاهدوالدليل ، وعلى حين غرّة من اُم زهران ، قالت جميلة : سواليفك يازهران حلوة ، وبكرةعازمتني عمتك في ضحويتها ، ياليتك تجلس
معنا ، قال : وقلبه يرف لها ، على خيرياجميلة ،
وتوارى عنها ، ثم جاءت امه ، وجميلة واقفة ،
قالت : مع السلامة ياعمة ، تأخرت عن اهلي ،
وغادرت وفرحتهاكبيرة بشوفة زهران ، وظلت
ترددفي طريقها ، كلماته : على خيرياجميلة !! ،
وتفسرهاحتى وصلت بيتها ، وكانت امهاجالسة
تنتظرها ، قالت : ياجميلة ، بعدمارحتي جاء خطيب يخطبك ، وقد وافقت اناوابوك ، وبالبركة يابنتي ، والخطيب ولدخالك : ، وانتي كبرتي " والمره سترهابعلها " !، هكذا زفّت لبنتهاالخبر ، وكان عليها صاعقة ، وصدمة لهاعنيفة ، وتلك الأزمنة كان الأباءوالأمهات ، لهم قول الفصل في تزويج بناتهم !، استاءت جميلة وتألمت ، ولكنها التزمت
الصمت ، !، وفي ضحى اليوم التالي ، ذهبت لضحوية عمّة زهران ، المصاب بحب جميلة وعشقها ، والذي وصل قبلها ، وينتظرهابفارغ الصبر ، وحين جاءت سلّمت عليه وجلست بجانبه ، وعمته بعيدةعنهما ، قالت : تكفى يازهران حبيتك ، ولاغيرك حبيت ، وطالبتك تخطبني الليلة من اهلي ، قبل فوات الأوان ، قال ابشري ياجميلة ، وهذاوعدمني ، وبعدمغرب ذلك اليوم ، جاءزهران وابوه ، وشيخ القبيلة ، وطلبوهامن ابوها ، وقابلهم بالرفض وقال : جميلة مخطوبة ، وفي راسها " هرجة " ، والمعذرة ياجماعة ، قالوا : طلبناك ، تقدّرنا وتوافق تعطي ولدنابنتكم ، وترانا نبغى قربكم ، حاولوا ثم حاولوامرات عدة ، ولافائدة ، وكان هذا الرفض قاسي ، حيث كسرخاطرزهران ، وجرح قلب جميلة ، وبقي حبهماالعذري ، ينتحب ويرزح في ضحوية عمّة زهران .
- مدير عام شركة كوادر للاستشارات الهندسية يقدم دعمًا لمالك متحف محايل عسير
- انطلاق مبادرة (اعرف أرقامك) ضمن فعاليات مهرجان المجاردة (قمم وشيم)
- أمير منطقة الحدود الشمالية يشهد توقيع اتفاقية تعاون بين إدارة التعليم وصندوق تنميةالموارد البشرية بالمنطقة
- لازلت هنا أنتظر..
- الجمعية الطبية في جنوب أفريقيا : أوميكرون ما زال يمثل مرضاً خفيفاً
- تعليم نجران ينظم مبادرة ” مالك فيها”
- صحة نجران تنفذ مبادرة خطوة نحو المستقبل بدون إصابة
- اختتمت منافسات النسخة الأولى من بطولة العالم للتايكوندو للسيّدات يوم السبت بالرياض بحضور سمو نائب رئيس الأولمبية السعودية الأمير فهد بن جلوي
- بلا هزيمة بالدوري .. شباب نادي طبرجل بطلاً لمنطقة الجوف والحدود الشمالية
- برعاية نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية… اختتام فعاليات بطولة اللجنة الوطنية للجان العمالية الأولى
المقالات > ” زهران وجميلة في ضحوية “
مزهر الشهري

” زهران وجميلة في ضحوية “
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.watannews-sa.com/articles/28627.html
التعليقات 1
1 ping
غير معروف
2020-02-14 في 8:00 م[3] رابط التعليق
قصة مؤثرة . تحكي أيام الطيبين .