تغيّر كرسي هذه الإدارة لعشرات المديرين في سنوات قليلة ماضية ، فكلما جاء مدير تم إستبداله بآخر بعد فترة ليست طويلة المدى حتى باتت قائمة مديري الشؤون الصحية بالمدينة المنورة مكتملة الصفحة بين نقل وإعفاء وترقية للعودة للوزارة
وفي السنوات القريبة الماضية وقف السؤال دون إجابة ، لماذا تقدم ثلاثة ممن اداروا هذه الإدارة واصروا على إعفائهم من مناصبهم في الوقت الذي اعتاد الناس أن الإعفاء يأتي بأسباب الإخفاق أو لمشاكل متنوعة ، وقد غادر هؤلاء الثلاثة والذين نحمل لهم التقدير بفكرهم الراقي الذي يمارسه كبار مسؤولي الدول المتقدمة بتقديم الإستقالة والحفاظ على كيانهم فيبقى الإحترام لهؤلاء أينما وضعوا اقدامهم .
الشؤون الصحية بإدارتها الجديدة من أين تبدأ وقد تكالبت وتداخلت كثير من المشاكل التي انعكست على المرضى وذويهم ، فرأس الهرم مهمته التخطيط والتنظيم ومعرفة الكوادر وتدريب المقصرين وبعدها تأتي الرقابة ويأتي تنفيذ بعض هذه المهام عن طريق الآخرين بصلاحيات متنوعة بين الصلاحية الأولى والثانية والثالثة والرابعة من منظور المدرسة الإدارية ، وليس من مهام رأس الهرم مشكلة المياه ، أو النظافة والذي يقع بها دائما رأس الهرم لإخفاق المسؤول عنها عن توفير هذه المتطلبات ، فعلى كل صاحب مهمة أن يجتهد بعمله مالم تكن لديه أسباب ادت لإخفاقه دون صلاحية إدارية ومالية .
عدد الأسرّة والأطباء لا يتفق مع عدد المراجعين ، والمواعيد مقابل زيادة المرضى باتت طويلة المدى بالرغم أن ماقامت به الوزارة عن طريق الشؤون الصحية في تحويل المرضى للمستشفيات الخاصة كان حلا جزئيا رائعا لا ننكر هذه الميزة بسبب عدم توفر أسرة بين زيادة سكان وأهل المدينة وبقية المدن والمحافظات لأضعاف العدد في السنوات الماضية بينما زيادة الأسرّة بقيت ناقصة ولا تتفق مع زيادة عدد المرضى ، ومواقع المرضى والصفوف الطويلة أيضا لا تتفق بين ما نسمع ونرى .
اليوم غاب زمانه عندما كان الفقير والضعيف يصمت عن حقوقه ويتم الإكتفاء بإرضاء شخصيات يتم توفير الخدمات لها فيكون الرضا مركبا بين من رضوا وبين من قدم تلك الخدمة ، فنحن في زمن يصل صوت المواطن سريعا ويقارن خدماته بخدمات الجميع سواسية لأن علاج الصحة ليس ترفيها للبعض ونقص للضروريات للبعض الآخر ، فمن أين تبدأ هذه الإدارة الجديدة مع تراكم النقص في كل زاوية ، فالمريض بات يحتاج للإهتمام والعلاج قبل الإبتسامة وبعض الكلمات التي لا تغني عن صراخ الإنتظار الألم .
هذه إدارة جديدة سوف تعرف مواطن الضعف ولن تلتفت بتصديق التطبيل والمدح والتهنئة ، لأن الإهتمام بشخصها لايهم ولا يخدم المريض ، وعين العقل الإنتظار فيما سوف يقدمه كل جديد في موقعه ، وايضا أن يتأكد المسؤول أن حق المواطن يتساوى بين الجميع ، ففي عهد السليمانية وولي عهده الأصوات كلها تصل ، ومثل ما يستحقه الوزير من علاج وإهتمام فإن رجل النظافة المواطن يستحق هذا ، فإذا عرف المسؤول هذا فسوف تبدأ خطوات التصحيح ، بالأمس إمرأة صاحبة حق صرخت أمام سفير فجاءها في دجى الليل صوت النصر وهي خارج البلاد ، وإمرأة صرخت في ممرات المستشفى وجاءها النصر ، فمعرفة المساواة هي حقيقة البقاء .
ننتظر وعسى الوزارة تدرك معاناة الصحة بالمدينة وتحقق ما تطلبه إدارة الشؤون الصحية ، فالوزير والوكيل والمدير مناصبهم من اجل المواطن تكليفا ليس تشريفا ولا رجاء ولا وساطة ، وفق الله كل جديد في موقعه ، فاليوم باتت القيادة ترعى مصالح المواطن في تنوع مصادر الدخل في خطى سريعة استقبلها المواطن الواعي بالصبر ، ولا يعرفها غير من ادرك ماذا ولماذا ما يصير حوله . نسأل الله التوفيق لإدارة الشؤون الصحية بالمدينة المنورة من رأس الهرم والكادر الطبي بأنواعه نزولا حتى رجل النظافة .
طلال عبدالمحسن النزهة
التعليقات 1
1 ping
حسني
2020-02-17 في 12:20 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك كلام جميل ومحق فيماكتبت