فُطر الإنسان على أن يكون اجتماعيا ولايحب أن يبقى بمفرده ،فقد شعر آدم عليه السلام بالوحشة فخلق الله له حواء من ضلعه لتؤنس وحشته ، وليكون التوازن في البشر وذكر عالم الاجتماع ابن خلدون أن الإنسان مدني بطبعه يحب الاجتماع وينبذ العزلة ،وهذه التجمعات البشرية صغيرة كانت أم كبيرة لاتخلو من العلاقات بأنواعها والتي منها الدائم كعلاقة الفرد بأسرته ومنها المؤقتة ومنها السريعة العابرة ، ويهمنا هنا تلك العلاقات الجميلة بين الفرد وذاته وبينه وبين ربه ثم علاقته مع الآخرين ،وحين نستطلع آراء الناس من كبار السن والشباب تجدهم يتفقون على أن العلاقات فيما مضى كانت أقوى والتقارب والتزاور أكبر ،ومع انفتاح وسائل التواصل بأنواعها أخذت تقل العلاقات والتقارب بين أفراد الأسرة الواحدة وساد نوع من الغربة فكيف مع المجتمع الكبير؟!
وقد استعاض الناس بالاتصال الهاتفي والرسائل والصور ومقاطع الفيديو عن الزيارات والجلوس مع بعضهم حتى أصبحت التهنئة برسالة واتس أب
والتعزية كذلك والأهم
التواصل بين الآباء وأبنائهم برسالة أوحوالة، وهذا لايعمم على الجميع ولكنه منتشر في أوساط المجتمعات ....فهل نقف أخيتي دون اتخاذ طرق علاجية لهذه الآفة ، فليكن لسان حالنا التركيز على علاقتنا بذواتنا وتوافقنا النفسي معها والرضا والسلام الداخلي فالتغيير يكن من الداخل ،وأهم علاقة هي العلاقة بالله فهي سعادتك في الدنيا والآخرة وهو دورك الحقيقي تجاه أهل بيتك بأن نجعلها نقية وسامية وقوية ، فحين يرضى الله عن الفرد فإنه يرضي الناس عنه ويجعل له نورا يمشي به في الناس .
أيتها الفاضلة : اختاري سعادتك وأسرتك ومجتمعك وأكدي على العلاقات المقننة مع الآخرين حتى تعيشي بسلام ومن معك ومن حولك ، ولاتغفلي عن حقوق الأقربين في التواصل وعلميها من تحت يدك ليبقى مجتمعنا مترابطا ومتآلفا ومتلاحما وتسوده المحبة فيكن كالبنيان المرصوص.. واعلمي أيتها المباركة
أن سرّسعادتكِ يكمن في علاقاتكِ الإيجابية.