جميعنا شاهد بوضوح انتشار حفلات التخرج للطلاب والطالبات الناجحين في مراحل التعليم المختلفة ، حيث بدت للعيان مظاهر التباهي المفرط والتفاخر الممجوج الدخيل على مجتماعتنا ناهيك عن مصاحبة تلك الحفلات لسلوكيات متنوعة يرفضها المجتمع ومع كثرتها وغياب الوعي لدى المقلدين بدأت تدخل حيز الانتشار الواسع فدأبت الأسر على التنظيم المبالغ فيه لحفلات صاخبة وعربات فارهة مزينة لهذا الغرض اخرجت هذه الاحتفالات عن دائرة الفرح بل أقحمتهم في محاذير اجتماعية تجرح كثيراً من مشاعر المنكسرين من الايتام ومن لا يستطيعون مجاراة الموجة العارمة من ذوي الاسر الفقيرة والمحتاجين .
إن هذه الظاهرة بدأت تطال الذوق العام وتخدش بعض القيم حينما ينتشر اطفال المرحلتين الابتدائية في الطرقات وقد ارتدوا البشوت واعتمروا القبعات في صورة دخيلة تعبر عن فوضى عارمة وتمرد على توجيهات المؤسسات التعليمية والتربوية ناهيك عن ممارسات الاحتفال الصارخة التي باتت ظاهرة في جميع مدن وقرى المجتمع .
ترى الى أي مدى سوف تستفحل مظاهر التقليد في مجتمعنا والى أي مدى سوف نتجاهل قيمنا حينما يذهب أولياء الأمور للاحتفال ببناتهن الخريجات أمام بوابات المدارس في مشهد أقرب ما يكون من الفوضى وعدم احترام مشاعر الاخريات واصطحاب الفرق الشعبية والالعاب النارية والرقص والتمايل امام مجتمع الطالبات والمعلمات .
لماذا اصبحت مشاعر الاخرين أهون ما نهتم به ولماذا اصبحتا نتجرأ على قيمنا المحلية التي تتصف بالرصانة
ولم نعد نهتم الا بمقولة ( خالف تعرف) .
ان هذه الممارسات وغيرها من المبالغة في الاحتفاء بتخرج ابنائنا وبناتنا نذير شؤم لما بين ايدينا من نعم يقول تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)
بقلم أ. انور حكمي