بقلم : نالة الهلالي
.
إنه الخامس من ابريل ، يوم بارد تظلله الغيوم الكثيفة المحملة بقطرات المطر التي تكاد أن تهوي في أي لحظة ، تشير عقارب الساعة إلى الواحدة ظهرا غادرت ماندا غابة الخيزران متجهة صوب المدينة ، وكانت تقود سيارتها بسرعة جنونية تداركاً لهطول الأمطار على غابة الخيزران التي قضت فيها ليلة باردة بالأمس ماندا حين تفقد شغفها بالحياة تتجه وحيدة إلى هذه الغابة فتقضي فيها ليلة في داخل مخيمها الملحق بسيارتها من نوع كرفان ، هذه المرة كانت رحلة ماندا الأخيرة إلى هذه الغابة ، حين ظهر لها من بين أغصان الخيزران نداء استغاثة فتهب مسرعة ، تتجاوز كل شيء وتحاول أن تلحق كل شيء ، هناك بالداخل بين أوراق الأغصان الكثيفة رجل بدين اسمر الوجه كثيف اللحية عريض المنكبين ماأن تقترب منه حتى يكف نداء الإستغاثة ويمسك بها ، ماتدا ذات العشرون ربيعاً الفتاة الجريئة التي لاتخاف فجأة تجد نفسها ترتعد من الخوف بين قبضة يديه العملاقتين وكأنه يتفحص أعضاء جسدها ! ايهم يصلح للتقطيع أولاً !!، أدركت ماندا أنها لحظتها الأخيرة فقررت الاستسلام بطريقتها وتبعته دو نما عناء ، اتجهت معه إلى كوخ كان يعده لإعدام ضحاياه والذي قررت ألا تكون واحدة منهن غير أنها لم تهتد إلى الطريقة بعد وبذكاء سألته كيف تعدم ضحاياك أريد أن أكون شريكتك فاجاب ليس قبل أن تموتي !!! فلديك عينان يمكن أن أعلقهما في سقف كوخي علي أنظر إليهما كل صباح ولديك شعر أشقر كثيف يمكن أن استخدمه كباروكة تخفي هويتي كل ماأردت ذلك ، ردت ماندا ببرود وابتسامة جعلته يقع في سحر شجاعتها وبرودة أعصابها ، ستكون سعيداً لو علمتني بعض التجارب لأكون ذراعك الإيمن نظر إليها وقال أنظري إلى هذه العبوة فألقت نظرة خاطفة وعادت للنظر إليه حتى لايلاحظ الفزع الذي انتابها انها مجموعة من الأعضاء البشرية المحفوظة في سائل يشبه الماء ، ردت : ماذا تريدني أن افعل فأجاب عليك تقطيعها ففعلت مباشرة دون تردد ، رمقها بنظرة خاطفة وقال هذا هو الدرس الأول فأجابت ولكنك لم تجب عن سؤالي بعد ! كيف تعدم ضحايك نظر إلى السماء ثم عاود النظر إليها وقال ليس بعد ! وماهي إلا لحظات حتى تحولت السحب إلى أمطارٍ كادت أن تعصف بهم جميعاً فأخبرها أنه بإمكانك الصعود إلى الكوخ المعلق فوق تلك الصخور المتبلورة كفوهة بركان خامد يعلوها كوخ صغير يستع لشخص واحد فقط ، صعدت رهف غير مصدقة أنها خطت الخطوة الأولى في سلم النجاة ولم تنم دقيقة واحدة وهي تفكر كيف ستنجو ؟؟. حتى قررت أن يكون رجل الغابة هذا هو الضحية القادمة وأن تقتله بنفس الطريقة التي يقتنص بها ضحاياه ، نام هو هو في كوخه الجاثم بين أغصان الخيزران في يومٍ ماطر شديد الرياح ، أخذت ماندا تراقبه حتى عاد في اليوم التالي برفقة فتاة أخرى أراد لها أن تكون هي الضحية عوضا عن ماندا التي على مايبدو أعجبته !! تلك الفتاة كان نصيبها أن يجبرها ا على الشرب من عبوة المياة المطعمة بالأعضاء البشرية وماهاي إلا لحظات حتى تحولت الفتاة إلى جثة هامدة بعدها بدأ هو في تقطيع أعضاءها ، تسللت ماندا إلى ذات الغرفة واستطاعت أن تحصل على القليل من تلك المياه وماهي إلا لحظات حتى استقرت تلك المياه في جوفه حين قررت ضربة بآلة حديدية على مؤخرة راسه فاستلقى على الأرض فاتحا فاه مستعداً لابتلاع تلك المادة دون وعي منه وبدون تردد سكبتها ماندا في احشائة ليتمدد هو الآخر بجوار جثة الفتاة أما ماندا فقد غادرت المكان امستقلة سيارتها وواصلت سيرها إلى المدينة مدركة أن الحياة للشجعان فقط ، غير أنها كانت رحلتها الأخيرة إلى غابة الخيزران .