خلال الأيام الماضية القليلة كان الحديث عن الخلل التقني العالمي الذي ضرب العديد من الدول حول العالم مما تسبب بتعطل أنظمتها التكنولوجية وأنشطتها الحيوية القائمة على استخدام الحاسوب والتكنولوجيا وقد أفضى هذا الخلل إلى تعطل العديد من المناشط الحيوية لتلك البلدان. و أصاب الخلل التقني المطارات بالشلل وتعطل الرحلات والأدهى من ذلك ما أصاب بعض القطاعات المرتبطة بحياة الناس من تعطل أنظمة المستشفيات وتأخر شحنات الأدوية، كل ذلك ألقى بأثرة على حياة العديد من السكان حول العالم وخاصة في الدول المتأثرة بالخلل التقني.
ولم ينج من ذلك الخلل إلا عدد قليل من الدول في مقدمتها الدولة الرائدة في زمن التقنية والتكنولوجيا وهي المملكة العربية السعودية التي وقفت شامخة بأنظمتها التقنية الفريدة والتي تعمل على مدار الساعة دون خلل ولله الحمد، وهذا التميز يجير لما أولته دولتنا رعاها الله في العناية بقطاع التقنية والتكنولوجيا وإعطائها أولوية من خلال إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" وإدارتها من قبل كوادر سعودية مؤهلة تعمل بكل جهد واخلاص من أجل خدمة الوطن.
حيث أوضحت "سدايا " أن الأنظمة التقنية في المملكة لم تتأثر بالخلل التقني وذلك يعود لأن الأنظمة مبنية على طراز حديث بإيد سعودية واعدة ومدربة، كما أن الأنظمة التقنية في المملكة العربية السعودية لها القدرة على التعامل مع أي خلل تقني مفاجيء من خلال قدرتها على الانتقال من نظام إلى نظام آخر يعمل بكفاءة وسرعة لتلافي الخلل التقني الطاريء والتغلب عليه.
كل هذا ما كان ليأتي إلا بتوفيق الله ثم بقيادة حكيمة آمنت بطاقة شبابها وشاباتها في إدارة مرافق الوطن الحيوية وإتاحة الفرصة لهم في خدمة دينهم ووطنهم، ليضرب السعوديون موعدا مع تطبيق المثال القائل "بيدي لا بيد عمرو" حيث جعلوا مصيرهم بإيديهم لا بيد ألآخرين.
والخلاصة أن هذا نهج يجب أن يتبع في جميع احتياجاتنا الحياتية واليومية وأن نكون مكتفين ذاتياً ومنتجين لكل ما يطلبه مجتمعنا تعليمياً وثقافياً واقتصادياً … الخ من أمور الحياة بما يتفق مع قناعاتنا وتحقيق رؤية سمو ولي العهد 2030 التي حلقت بوطننا إلى أفق رحب من التميز والشموخ وجعلت منه وطناً ذو مكانة عالمية وفريدة بين الأمم، أدام الله عزك ياوطن ودمت منارة للعلم وقبلة للعالمين.
أ. د. يحيى بن مزهر الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى