إن الحياة لكثير من الناس لا تخلو من أنها حياة تتسم بكونها مجرد أوقات يقضيها الفرد دون تخطيط مسبق وبلا نظام قائم ومحدد ومتزن وللأسف فإن كثير من الشباب يقضون أوقاتهم في هذا العصر هكذا فتجد نظامهم اليومي فيه كثير من العشوائية بعيدا عن الانتظام والنظام.
بينما قلة من الفئة الأخرى تجد نظام حياتهم يتسم بكثير من الانتظام والترتيب في كل أحوالهم وشؤونهم من حيث العمل والانجاز وقضاء مصالحهم وأداء الحقوق والواجبات انتهاء بتنظيم نومهم وهذه الفئة نستطيع أن نطلق عليهم بأن نظام حياتهم يتسم بنظام مكعب روبيك السحري المنتظم من حيث الأبعاد والألوان وفي حركته حيث يبدو متوازنا ولكن هذه الفئة قد تعاني أحيانا بمن يهدم مكعب حياتها السحري بطريقة أو بأخرى ومن وجهة نظري فإنني أرى بأن هناك ثلاثة عوامل هادمة لمكعب حياتك وهي:
١- العمل: بالرغم من أن العمل هو أحد العوامل الهامة لتنظيم حياة الفرد بشكل واضح إلا أنه قد يهدم مكعب حياته السحري عندما يأخذ مساحة أكبر من مساحته المخصصة. فعمل الانسان يبدأ من وقت محدد وينتهي في وقت محدد لذلك لا يجب أن يلاحقك العمل بعد انتهاء وقته إلى بيتك وحياتك الشخصية لينازعك وينازع من حولك فيك خاصة وأن كنت ضعيفا في وضع حد لذلك أمام طمع ونهم المسؤول عليك في استنفاذ طاقتك خلال اليوم وفي أي وقت شاء. فاحذر من ذلك خاصة مع العودة لدوامة العمل وانتهاء الاجازة واضبط وقت عملك وطلبات مسؤوليك داخل مكعب حياتك السحري.
٢- الجوال: لا أحد منا ينكر بأن الجوال بكل مايحتويه من تطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي بات مسيطرا في عصرنا الحالي على كثير من مستخدميه ويفضون كثير من الأوقات وهو بين أيديهم ومعظم هذه الأوقات تنقضي في أشياء شكلية أو ثانوية على حساب أولويات الانسان مما يخل بنظام مكعب حياته خللا واضحا لا يملك معه إلا الاستسلام للاسف، لذلك يجب أن يضبط الانسان استخدامه للجوال داخل مكعب حياته السحري من حيث الأهمية وقضاء الساعات حتى تتحقق الفائدة والاتزان.
٣- الأصدقاء: وجود الاصدقاء نعمة وخاصة الصدوق منهم، إلا أن الأصدقاء احيانا قد يساهمون في عدم استقرار وقتك من خلال كثرة الاجتماعات وطلب اللقاءات لاسيما ونحن في مجتمع يصعب علينا قول "لا" عند طلب أحد منهم التنزه أو المرور بك وهذا مما يخلّ بنظامك لأنه جاء دون ترتيب مسبق وأيضا لا حدود لوقته فقد يضيع اليوم كله وأنت مختطف مع صديق أو مجموعة أصدقاء تقودهم العشوائية إلى قضاء الوقت كيف ما اتفق.
وخلاصة القول، كي تتمتع بمكعب حياة منتظم يبدو فيه الاتزان والانتظام مهما دارت عجلة حركته اليومية فعليك بضبط أوقات عملك، تقنين استخدام جوالك، الانتباه لجمعات الآصدقاء والمناسبات وكثير من هذه الأمور يمكن التحكم بها باستخدام كلمة "لا" في الوقت المناسب وبشجاعة وقناعة مطلقة حتى تنعم بمكعب حياة متنظم مهما حركته الظروف والأحوال.
أ. د. يحيى بن مزهر الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى