اقتربت عودة فتح المدارس مجددا مع بداية العام الدراسي ١٤٤٦ وهو مايعني عودة الحياة ودوران الحركة في أنحاء المجتمع، كيف لا والمدارس تضم شريحة كبيرة من الأبناء والمعلمين والكادر الاداري والتعليمي وجميع منسوبيها. ومن خلال المدارس تنتظم حياة وحركة المجتمع بداية منذ الصباح من قبل إشراقة الشمس ومع تغريد الطيور ليدق جرس العلم رنينه المتواصل على مدى عام دراسي جديد فيه غرس للقيم والمباديء والمعلومات وتعليم أنواع العلوم المختلفه وهو شرف منحه الله لطالب العلم وللمتعلمين والمعلمين فكم هو محظوظ من ركب في رحاله ونذر للعلم حاله.
وفي نفس الوقت تبدأ الجامعات بنبضها نبضا مشعا يحمل الوهج والنور الدافيء لطلابها وتعمل على إنارة المجتمع بالأبحاث وصنع العاملين لسوق العمل في مهمة سامية ذو مستوى متكامل مع عمل المدارس وفيه صقل لمهارات التفكير العليا وصنع القرارات تحت محور النضج والتميز وصنع الأهداف المستقبلية.
والحقيقة أن العودة لبدء الدراسة تحدث كل عام وقد ألفناه وأصبح روتيناً متكررا والبعض للأسف يتذمر من العودة وعودة الحركة والنشاط ولكن يجب علينا التفكير والتأمل بأن العودة للمدارس والجامعات تعد نعمة كبيرة وعظيمة لا يستشعرها إلا من فقدها أو لم يعشها. إن نعمة العلم والتعليم في أمن وأمان وجو صحي وبيئة هادئة ومهيئة من أسمى النعم التي يجب أن نستشعرها ونشكر الله عليها والمبادرة للانتفاع بها بكل جدية ونشاط
وحث الأبناء طلابا وطالبات على استشعارها وتقديرها وشكر حكومتنا الرشيدة على تسخيرها لنعمة العلم والتعليم في بلدنا الحبيب بأرقى المواصفات العالمية.
إن فتح المدارس والجامعات أبوابها للعلم والتعليم هو استمرار للحياة ونبضها الخفاق وبدونها يتوقف نمو وتطور المجتمعات لا سيما وأن التعليم هو الركيزة الأساسية التي تعوّل عليه الأمم نهضتها من خلال إنارة العقول فكراً وتهذيب الإنسان سلوكاً وصنع الشخصية السوية القادرة على الاندماج في المجتمع والتعامل مع أفراده بكل حضارة ورقي وهذا هو الأثر الحقيقي للعلم والتعليم المتمثل في قدرته على التغيير والتطوير والتحسين للأفضل.
لذلك علينا أن نستشعر من دواخلنا نعمة الدراسة ونبث ذلك في نفوس أبنائنا وأن نسعى لأن نكون من الأمم المتحضرة والمسلحة بسلاح العلم المستند على تطبيق مبادئنا الاسلامية الراسخة والحاثة على التعلم والانخراط في ميدانه وهذا لن يحدث إلا بالشوق العارم للعودة الجادة للمدارس والتعامل مع الأمر بايجابية مطلقة مستذكرين نعمة العلم والتعليم وأنه المجتمعات تبدو بدون المدارس والجامعات أشبه بالجسد الخاوي بدون شرايين تنقل في أجزائه الحياة وبدون قلب نابض يجدد النشاط ويمده بالطاقة.
فالشكر لله تعالى على ما حبانا من نعمة العلم والتعليم في هذا البلد العظيم ولقيادتنا الرشيدة فيما أولته من جهود وتسخير في هذا الجانب ولكل من ساهم في إنارة شموع العلم وكان وقودا يحترق من أجل إنارة العقول ونماء المجتمعات.
أ. د. يحيى بن مزهر الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى