تفاخر الأوطان بقيمها الوطنية التي تتمثل في مجموعة من السلوكيات والاخلاق الفاضلة الحميدة والأفعال التي تميز مابين الصواب والخطأ والحق والباطل. وتتأكد القيم الوطنية ومدى الالتزام بها في اليوم الوطني تتويجا لهذا الوطن وإعلاء لشأنه حتى تبدو كنجمات وهاجة في سماء سقفه الشامخ و كحبات رمال مصقولة في ثرى أرضه المتنوعة الملامح وكدُرٍ مكنون في غياهب محيطاته وبحاره. ولعلنا نبزر بعضا من القيم الوطنية التي يجب الامتثال بها في اليوم الوطني خاصه وعلى مدى العمر عامه وتتمثل فيما يلي:
١- ترسيخ معنى الوحدة الوطنية:
حيث يتم ترسيخها بعدة أشكال ابتداء من الشعور بالانتماء الى وطن واحد عظيم والوقوف جنبا الى جنب في السراء والضراء تحت لواء الوطن. والحرص على التعاون فيما يعود على الوطن بالإزدهار والرخاء والنماء واستشعار أن الوحدة الوطنية هي قوة وعزة وحماية للوطن الذي نعشقه ونعيش على ترابه والبعد كل البعد عن مايخالف ذلك شكلا ومضمونا.
٢- الاخلاص للوطن والقيادة وحبهما والذود عنهما حيث يعد الوطن البيت الكبير للانسان والذي يجود علينا بالأمن والأمان والتمتع بالخيرات لا سيما وأنه بلد الحرمين الشريفين الذي خصه الله بالتشريف وأن يكون قبلة المسلمين وحُقّ له أن تبذل الأرواح للدفاع عن حياضه. وكذلك الإخلاص والحب للقيادة والدولة التي بنت الانسان والمكان واهتمت بشعبها وجعلت منه شعبا عظيما بين الأمم يشار له بالبيان في ظل رؤية حكيمة وسديدة نفخر بها ونسعى لتحقيقها قولا وعملا.
٣- النزاهة ومحاربة الفساد:
النزاهة ومحاربة الفساد هي قيم دينيّة ووطنية يجب أن تكون متأصلة في كل الأفراد في وطن قدم لك كل نفيس وجاد عليك بخيراته، حيث أن الالتزام بذلك يعد واجبا وطنيا من الدرجة الأولى وحماية للوطن من العبث والسرقة والطامعين فيه من قريب أو بعيد فكلنا للوطن وكل الوطن لنا انتماء وحبا ونزاهة ومحاربة للفساد بشتى صوره وأشكاله.
٤- المبادرات والمشاركات الوطنية:
إن السعي إلى تقديم المبادرات النوعية والمساهمة في المشاركات المجتمعية التي من شأنها أن ترفع من شأن الوطن واجب وطني عميق ذو بعد استراتيجي يجب أن يكون مخزونا في قناعة كل مواطن يحب وطنه ويسعى إلى تطويره والمساهمة في بنائه ورفع اسم وعلم الوطن عاليا وفي مختلف المناسبات العالمية وهو فخر عظيم ووسام على صدر كل مواطن تمثل ذلك وسعى للعمل به قلبا وقالبا.
٥- الحفاظ على ممتلكات الوطن العامة والخاصة:
وهذه قيمة وطنية يجب أن تغرس في الأجيال منذ نعومة أظفارها وأن يصل إلى فهمهم بأن الممتلكات الوطنية هي ملك للوطن متاح للاستفادة منه والحفاظ عليه حتى تستمر جودتها والانتفاع بها من قبل كل مواطن ومقيم يعيش على أرض هذا الوطن المعطاء على مرَ العصور والذي جعل من مواطنيه طيف حالم أسكنه في بؤرة عينيه وجعل منه المواطن المخلص نبضا ينبض به الفؤاد ويتدفق في الدماء والأرواح راسخ الجذور في كيان النفس وقاع الوجدان.
إن اليوم الوطني ذكرى سامية تحل علينا كل عام نحتفي بها ونحمد الله فيها على نعمة التوحيد والأمن والأمان والشكر للقيادة الرشيدة التي جعلت منا شعبا عظيما على يد المؤسس الملك عبدالعزيز " طيب الله ثراه" وصولا لعهد ملكنا الحازم سلمان أطال الله في عمره. وفي هذه الذكرى يجب أن تبرز القيم الوطنية ويتم التأكيد عليها استشعارا وامتثالا واعترافا بالفضل لله ثم للقيادة والوطن بما نحن فيه من رخاء ونماء وازدهار أدامها الله علينا في أغلى الأوطان وقبلة الانسان ويبقى الوطن هو الحضن والأمان على مرّ الزمان فعشت يا وطني أخضر القلب والعلم والهوى ماعاشت أرواحنا ونبضت قلوبنا غراما وصبابة بهواك وثراك.
.
✒️✒️أ. د. يحيى بن مزهر الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
كاتب بصحيفة أخبار الوطن نيوز.