لا شك أن الجميع يفكر في نهاية كل أمر يفكر به , و بمجرد أن يبدأ أحدنا باختبار موقف ما يتساءل : على ماذا سنتهي ذلك ؟
و أنا واحدة من أولئك الذين توقعوا نهايات لتجارب و عاشوا نهايات أخرى مما جعلني أعتبر أن النتائج عبارة عن فرضية لا أمر مؤكد و لا يستحسن أن نبني خطة على نتيجة مفترضة ! إذ اعتبرنا أن الحياة عبارة عن بناء بينما هي في الواقع الملموس , تجارب.
ربما أن أكثر الناس يعرفون ما أعنيه و حتى الساعات الفائتة يبدو لي أنني أتعلم هذه الدهشة باستمرار . و لا أملك طريقة واحدة تنبئني على الأقل أو تمنحني حصانة ضد الصدمات القادمة , كل ما تعلمته هو المرونة التي ترغمني على تقبل النتائج , و يذكرني هذا التصرف بقول أحدهم ( إنك لن تستطيع تغيير العالم برفضه , و إنما بقبوله ) و أزيد على ذلك : ثم استثماره . و ذلك على طريقة الأبطال الذين يزيدون خطوات على النقطة التي ظن الجميع أنهم توقفوا عندها .
و لنا في قصص الملهمين الكثير من الأمل , ربما لنتحول إلى مانحن عليه غدًا . و أقول بعدم الدقة في ذلك , أنه و بالرغم من أننا في أوقات حزينة نغوص في الأسى , إلا أنني مؤمنة بأن كل ذلك عبارة عن عنق الزجاجة و سيفرج الأمر يوما عن مخرج طوارئ , على سبيل المثال ما تحضره ذاكرتك الآن و أنت تقرأ هذا المقال .
و بالعودة لسؤال العنوان , كم من الأمور فقدت مسارها المُتوقع و اتخذت مسارات مغايرة و أصبحنا نمارس النهاية بدلا من أن نحتفل بها ؟
كلنا نعي هذه التقلبات الطبيعية لتجعلنا أكثر صلابة و من دواخلنا بالتحديد , وكانت كل فكرة إدراك هذه التقلبات لها دافع وحيد هو أننا قد جربناها , قد نصل إلى مرحلة عميقة و نستكمل الأحداث و نضع لها نهاية لتبدو على هوانا , لنبدو على وعي بما سيحصل .
ومن باب شد الأزر و الانتصار , الذين يفوزون بما خططوا له , يحتفلون بنتائجهم و يخططون بنهم لانتصارات أخرى و يبدو أن العنوان لا ينتظر منهم إجابة بقدر خطة ناجحة و ليسوا بدعا من القوم و إنما يُعتبر نيل النتائج المرتب لها عملا بطوليا , بينما تحويل النهاية غير المرغوبة إلى قصة ناجحة يكاد يكون عملا ثوريا.
خطط للنهاية و خطط للبداية منها " فكلما اختلفت الأشياء كلما زاد الشبه بينها "
✍امل محمد القحطاني