كانت المملكة منذ أكثر من قرن - ولا تزال - محط أنظار العالم كله خوفاً من نفوذ قادم لهذه الدولة الفتيةالتي انطلقت من أعماق الصحراء منذ ما يقارب الثمانون عام وزادت سيادتها الخارجية ونفوذها العالمي بصورتيه الدينية كمركز رئيسي ومعقل أساسي للإسلام والمسلمين، ونفوذها الاقتصادي كأعظم دولة نفطية ومالية تسيطر على ثلاثة أرباع الوضع الاقتصادي العالمي مما جعل الكثير يعيش فوبيا تحمل بين طياتها رعب من تناميها .
فما هي صورة هذا النفوذ الخارجي في العقود القريبة القادمة ؟
استشراف أولي يخرج باستنتاج أن المملكة العربية السعودية وبإذن الله تعالى ستواصل الإصرار على وجود قوي على خارطة المستقبل العالمي مما يعني قوة عظمى جديدة تسير بخطى ثابتة ومدروسة مع أدوار متنامية لكل من الصين، وروسيا ،والهند. فما هي معالم هذا المشهد المستقبلي واحتمالاته؟
هو أن السعودية بوضعها الحالي تمثل المركز الجديد المشتعل للجاذبية في سياسة العالم الجديد،ولو عدنا إلى الماضي قليلاً نجد أن هذه الدولة
في العقدين الماضيين حققت للعالم نجاحاً في التعامل مع عدد من القضايا، منها:اعتداءات صدام حسين على الخليج العربي، والحرب الهمجية اللا محسوبة في البوسنة في منتصف التسعينات من القرن الماضي ،ثم استمرت في خطواتها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من ضبط النفس في مواجهة كل قوى التدمير في المجتمع الدولي ،وظاهرة الإرهاب التي تمكنت من القضاء على كل أحلام الخائبين من الفرس في سيادة العالم الإسلامي، والحلم التركي في عودة وانعاش روح الدولة العثمانية البغيضة،وحمى
رب العالمين هذة الأرض الطاهرة من الأوباش الطامعين،
وتستمر الدولة ذات النفوذ الإسلامي والاقتصادي والأحقاد تتزايد والمؤامرات تحاك ضدها لعل وعسى أن يصيبها مكروه لكن الله بالمرصاد ،والله خير حافظ ،وفي ظل كل تلك الأمور الجسام سيكون هناك بداية لولادة قوة ذات تأثير إيجابي كبير على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والمعطيات الحالية تشير إلى أن التحولات الجارية ستجعل من السعودية دولة عظمى قادرة على التأثير وتحريك نمط تفاعلات العلاقات الدولية في المنطقة ،وبالتالي العالم مما سيزيد من الحنق منها لكن الواجب الوطني يحتم علينا في الفترة المقبلة أن نكون نحن في خط الدفاع الأول عن وطننا وبقوة صادمه لدول العاجزة.
______________________
الاستشارية الأسرية بالحماية الاجتماعية مختصة بالحصاتة الفكرية.
مزنة بنت مبارك الجريد