لا تنتظروا اناسا محددين بمهام وظائفهم الدينية أن يدعو لكم وانتم خلفهم ، فرب إمرأة في خدرها تدعو للمسلمين فلا تنزل يداها إلا وقد أستجاب لها الله .
الدعاء ليس كلمات محفوظة ، ولا سجع أو إنتظار إمام يبكي فيصرخ من خلفه بالبكاء مالم يكن البكاء من شدة البلاء ، أو التباكي للخضوع لله .
إمرأة صرخت في الشام ، فأوصل الله صوتها لعبده صلاح الدين ، فعزم الرحيل وبدأت المعركة ضد الأعداء وسريعا انتهت الحرب بإنتصار النصرة وتعلقهم بالأسباب
صحح افكارك وإعتقادك أن الدعاء لا يحتاج لشكل خاص او لبس معين وليس له مقومات بشكل الإنسان الخارجي بقدر النية المخفية ، فالعاصي وشارب الخمر والمجرم ، والسارق ، والكاذب كل هؤلاء يحق لهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ماداموا شهدوا بوحدانية الله وأن محمدا عبده ورسوله بيقين ، ويبقى الحساب للجميع يوم الحساب ، فالجنة درجات واعظمها الفردوس لمن رغب واراد .
قوم يونس عندما وصلت مؤشرات العذاب الى موطنهم ، لم يطلبوا من علمائهم فقط أن يدعوا لهم ، بل خرجوا بحيواناتهم كافة ، وأطفالهم ونسائهم ورجالهم كبارا وصغارا ، ودعوا الله والغبار يعتليهم بهذه المسيرة فرفع الله عنهم العذاب جماعة ، بينما تركهم يونس غضبانا لعدم إستجابتهم وقد دعا عليهم ، وغادرهم فأصبح في بطن الحوت ، فدعا الله مفردا فأستجاب له وقذف به الحوت باليابسة لتغطيه ورقة اليقطين ( القرع ) حماية له ، فهذا دعاء جماعة تمت الإستجابة لهم ، وهذا دعاء فرد وتمت الإستجابة له ، فالله رحيم بالعباد .
لا تكن طبالا في إعادة نشر ما يتم الإسقاط على ما يحصل الآن من أمراض لينسبها قائلها انه العذاب بسبب العصيان والفسوق ، وكم اكدت لنا الحقائق أن بعض من كان يتولى احكام الله كان سروقا مجرما مخادعا خائنا بالرغم أن الجميع ينتفض من مجلسه أحتراما له ليجلس في صدر المكان ، ويضحك في نفسه قائلا أيها المغفلون انا سارقكم ، وما عرف أن الإحترام كان لعلمه وما يمسك به في عدل الله ولكنه استخدمه بالعصيان والسرقات فكشفه الله في المدينة التي احد أسمائها الفاضحة .
لا تقلقوا من بعض الذين فقدوا استمتاعهم بالأمر والتسلط ومراقبة الناس من زوايا ضيقة وإقتحامهم مواقع كانت بعيدة عن النظر في سلوك آخرين بعيدا عن النظر ولم يضروا الآخرين بمنكر اخفوه دون مضرة الناس ، وعندما تم إيقافهم شعروا بالفراغ ورغبوا العودة فأسقطوا المرض على بعض سلوك الناس ليعودوا لمكانهم الذي اخطأوا كيف يتم التعامل مع الإنسان .
كائن من كان لا يستطيع الجزم أن مايصير الآن هو العذاب بعينه ويتجاهل بقية رحمة الله ، فكم ممن وضعناهم في أعيننا قد جلدوا الكثير من الناس ، فهناك عقوبة ومكر من الله ، وأيضا هناك إبتلاء ورحمة وتمحيص ، ولنا الشواهد مع أيوب عليه السلام وبلال بن ربا ح تمحيصا ، ويونس وقومه بين مؤشر إقتراب العذاب والرحمة حين الدعاء ، فعندما يعم البلاء لا تستمعوا لمن يحدد السبب الإلهي بوجهة نظره الفردية لرغبة في نفسه دون أن يسند الأمور أما عقوبة أو عذابا أو رحمة أو إبتلاءا ، وقد يكون تمحيصا لمن قالوا انهم من أولياء الله ، فندعوا الله في كل الأحوال .
حفظ الله القيادة في مسؤوليتها الحفاظ على شعبها ، وما قفل المساجد الا حكمة للحفاظ على الأرواح ، فلا تعتقدوا أن رفع البلاء محدد بالوقوف خلف الأئمة ، فسبق أن صلى مسلمون خلف قاضٍ مرة أو مرات فكانت عاقبته السجن بعدما تم كشف حاله ، فأين هو الآن !!!
الدعاء .. الدعاء .. مع الإلحاح ، فردا أو جماعة مع الاسرة داخل المنزل واعملوا كما عمله قوم يونس مهما كان العدد قليلا من الأسرة ، خذوا ابنائكم وبناتكم وامهاتكم وصغاركم وكباركم وارفعوا ايديكم بالدعاء في اسطح منازلكم او الفناء ، ولا تعلّقوا قبول الدعاء فقط خلف إمام فرب طفل أو إمرأة أو رجل يقول آمين فتعانق كلمته تأمين الملائكة فيتحقق رفع الأمراض ، فالبلاء جند من جنود الله يرسله الله عذابا أو مؤشرا للتصحيح أو رحمة أو تمحيصا ، وقد يموت المسلم به ليكون شهيدا من الشهداء
رب رجل يجلس جلّ اوقاته في الروضة الشريفة يرفع يديه فلا تصل الإستجابة لأنه الوحيد الذي يعرف علاقته مع الله ، ورب رجل في احد كهوف ادغال أفريقيا ، أو في قبوٍ او عشة او خيمة ممزقة في صحراء يستجيب له الله قبل أن تنزل يداه لجانبيه ، فالإنسان وحده يعرف علاقته مع الله ، وربما تلحقه اقدار الله إبتلاءا او تمحيصا أو عذابا ، فهذا كله في علم الله ، فهل لنا ندرك ما يقصده البعض في الإرجاف دون أن يوضح رحمة الله المخفية بين صفحات الأقدار .