يكثر القادة في كل مجال عملي ولكن القادة الحقيقيون هم وحدهم من يتصدى لإدارة الأزمات بقرارات حكيمة وفاعلة ومحددة وفق خطط استراتيجية واقعية يتم مراجعتها والتعامل مع مرونتها وتقييمها بين الفينة والأخرى للتحقق من نسبة النجاح المستهدفة تدريجياً سعياً لتحقيق الدرجة الكاملة لهذه الخطة وبرامجها المختلفة وهذا تماماً ما قامت به وزارة التعليم خلال الأيام الماضية وتحديداً منذ تعليق الدراسة في المدارس حيث استنفرت الطاقات وحاولت ولا تزال تقديم بضاعتها النفيسة عن بعد بوسائل عده تعتمد بشكل واضع على قنوات عين سواء كان ذلك مباشراً او عبر التسجيل من خلال موقع اليوتيوب او مشروع المنظومة الموحدة للتعليم طواقم تعمل ليل نهار وأجهزة وبث ومتابعات واتصالات وسائل تواصل وبرشورات الكترونية وانفوجرافك تعليمي ودورات تطوير عن بعد ووو
كلها جهود رائدة تقوم بها الوزارة لإكمال الفصل الدراسي ولكن مهما كانت محاولاتها لتقديم خدماتها فان تقديم التعليم عن طريق المنظومة الموحدة أمر يواجهه كثير من المعوقات الكفيلة بتخفيض نجاحه الى مستوى يجعل الوزارة بحاجة الى اعادة تقييم خططها حيال ذلك فمن الخطأ توحيد الجداول او حتى تقديم الخدمة عبر المنظومة لكل المراحل في توقيت موحد تقريباً فهذا الإجراء جعل وصول اكثر من ستة ملايين طالب وطالبة أمر بالغ الصعوبة وشكل ضغطاً عالياً على (سيرفرات ) واجهزة البث والعرض كما أن تثبيت الجداول للمراحل والمستويات اجراء جانبه الصواب وكان الأجدى والأجدر توزيع الأحمال على الأجهزة بتوزيع جداول المراحل في التعليم العام على ساعات اليوم بحيث تبدأ من العاشرة صباحاً حتى الواحدة والنصف ظهراً ومن الثانية ظهراً حتى الخامسة والنصف مساءً ومن السادسة مساءً حتى التاسعة والنصف مساءً وهذا بدوره سيساعد الاسرة في جدولة بقاء ابناءها على الأجهزة او بالأصح على الجهاز فمعظم الأسر لا تملك الا جهازاً واحداً فقط وبهذا الجدول تكون الوزارة أخذت في الاعتبار بأن الأسرة بأكملها متواجدة في المنزل وأغلبهم يسهر الى ما بعد منصف الليل وتأخير البث الى العاشرة يساهم في تعاون أولياء الأمور ومتابعتهم لأبنائهم في المراحل المختلفة اما أن تكون الأسرة كلها في اجازة منزلية مطلوبة ويبقى الطالب وحيداً على منبه الجوال فإن ذلك عملياً غير مجدٍ وحتى مستوى التركيز سيكون ضعيفاً جداً هذا ان وجد شيء منه وما سبق ينطبق تماماً على طلاب وطالبات الجامعات فالتوقيت عامل مهم في تحقيق النتائج المرجوة .
كما أن الاختزال الغير مخل مطلب في ظل هذه الظروف فالدولة اختزلت دوام بعض والإدارات والوزارات الهامة وأعطت بعض الإدارات إجازة اسبوعين والمنظرون في وزارة التعليم لازالوا يشرحون المنهج كاملاً بكامل أمثلة الدرس الى هذه الدرجة أصبحت تفاصيل الدرس مهمة علماً بان السواد الأعظم من الطلاب لم يستفد مشروع الوزارة الأعظم وهو بث المنظومة الموحدة للتعليم بسبب الضغط وضعف الاتصال وسوء التوقيت واصبح معظمهم يتابع دروسه من اليوتيوب سواء كان ذلك عبر قناة عين او من بعض المعلمين المعروفين او من بعض البرامج الإثرائية الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يخص فئة الطلاب والطالبات الذين يملكون وسائل اتصال حديثة وأجهزة كمبيوتر وخلافه أما المنهكون في الأرض فليس لديهم الا التلفزيون ان تواجد في عزلتهم ليؤنسها بدرس بقي وآخر ذهب وقته وسط ضجيج العائلة ورغبة اخوة آخرين متابعة دروسهم هم أيضاً .
وهنا يتضح بأن الجهد المبذول من الوزارة كبير وكبير جداً ولكن المستفيد لا يستطيع الحصول على كامل ذلك الجهد وهذا الواقع اما تقارير ادارات ومكاتب التعليم فلا أعتقد بأنها واضحة وصريحة فهي في الغالب تعتمد على رسالة بالواتس أب عن بعد وتنسق وتلبس فساتين السعادة والتفاؤل في المكاتب أو في المنازل (والحالي حالي ولو في خيشه)
ولذا اعتقد بأن الوزارة ينبغي أن تنهي العام الدراسي بأسرع وقت وعلى مراحل وفق ما تراه مناسباً فهناك الكثير من الحلول القائمة حالياً قد لا تتوفر بعد أسبوعين او أكثر عندما يزداد عدد المصابين لا سمح الله وتفقد الوزارة قدرتهم على تقديم الأبحاث او المشاركات وفق الوسائل المختلفة للتقييم وهنا ستقع الوزارة في خطأ التأخر في اتخاذ القرار فيبقى الفصل الدراسي معلقاً لدى البعض لا سمع الله .
وهنا أقترح أن يتم انهاء العام الدراسي على مراحل :
المرحلة الأولى : تخص المرحلتين الابتدائية والمتوسطة بحيث يتم فيهما اعتماد درجات الطلاب في الفصل الدراسي الأول كنتائج للفصل الدراسي الثاني كونها غير مؤثرة في دخول الجامعات فيما يقدم الطالب الذي لم ينجح في الفصل الأول في احدى مواد هاتين المرحلتين وسائل قياس عن بعد بمتابعة معلم المادة وقائد المدرسة ومكتب التعليم وان لم يجتاز درجة النجاح يتاح له اختبار الدور الثاني مع بداية العام الدراسي الجديد بإذن الله واعتقد جازماً بأن نتيجة (غير مجتاز) قلة على مستوى الادارات فبعض الادارات التعليمية نسبة النجاح لديها في هاتين المرحلتين 100% وفي هذه المرحلة الأولى تكون الوزارة انتهت فيها من نتائج أكثر من 75% من طلابها تقريباً .
المرحلة الثانية: والمتمثلة في المرحلة الثانوية فكون هذه المرحلة مرتبطة بمستقبل الطالب ودخوله الجامعة وجُل الطلاب يبحث عن تحسين المعدل فيمكن تقييم مستوياتهم عن بعد وفق ما تراه الوزارة من وسائل تقييم موحدة كون الأمر متعلق بساعات المواد واختلاف المستويات مع الأخذ في الاعتبار حداثة التجربة وعدم ممارسة الطالب لمثل هذا التقييم مسبقاً أي أن تكون الوزارة ومدارسها في صف الطالب والأسرة انحيازاً غير مخل وما ينطبق على المرحلة الثانوية ينطبق على المستويات الجامعية وقد بادرت بعض الجامعات بإعلانها خيارات مشابهة في هذا التوجه .
بقلم/د. محمد صالح الشهري