المواطن المحب لبلده يبحث كيف يناصر دولته بدمه وروحه عندما تناديه وطنيته ويجد داخل عقيدته حقا يمارسه لنصرة بلده ضد أعدائها فيكون الأمر مزدوجا بين طاعة الله والنصر لبلده والوقوف شامخا ليعلن بصوته موقفا يسجله التاريخ عن هذا الشموخ .
تألم الجمع في ملابسات المرحوم جمال خاشقجي ، وتزامن معه ثورة الأعداء ليس تعاطفا مع المرحوم بقدر إستخدام الحدث جسرا للنيل من قيادة البلاد ، وكلنا وقفنا مع القيادة ضد الأعداء الذين أستخدموا الحدث جسرا لإحياء عدائهم القديم تاريخيا مع المملكة سياسة وإبتزازا، واستغلوا الحدث وانطلقوا منه ومعه ، وبدّد آل خاشقجي أصوات هؤلاء منذ البداية حيث أثلجوا الصدور بالداخل ، وأخرسوا الألسن ومزقوا السوط والأصوات بالخارج ، وكمموا ابواق المرتزقة عندما وقف المتحدث عن أسرة آل خاشقجي وأكد أنهم مع القيادة قلبا وقالبا ، واليوم تظهر عائلة آل خاشقجي بموقف تاريخي بديع في تنازل وعفو عن قاتل ابيهم واخيهم وإبنهم ، وهذا موقف العظماء يا آل خاشقجي لا يدركه غير الصادق في مشاعره إتجاه الوطن ، وتنازلكم كان ضربة خماسية للأعداء ، ورسالة للعالم عنوانها هذا شعب المملكة العربية السعودية .
لم يتوقع العالم أن تضرب عائلة واحدة ضربة خماسية لدول الأعداء ، وزادت عليها ركلة قدمٍ للمرتزقة ، إنها عائلة آل خاشقجي التي كانت تنتظر القصاص لقاتل إبيهم بتلك الظروف ، وأمام إصرار القيادة بعقوبة القاتل بالإعدام ، وقفت عائلة آل خاشقجي بشموخ السعودي ، واعلنت حقها بالعفو والتنازل عن قاتل أبيهم من عمق الشريعة ، وحقا اعطاهم الله إياه مثلما كان حق لهم تسعى الدولة لتنفيذه .
إنّ التنازل والعفو من آل خاشقجي نتج عنه إنتصار مؤكد بخمس ضربات متتالية للعدو الخارجي وزاد عليها ركلة في طريق العفو والتنازل ، فالقيادة السعودية الحكيمة اعطت الوعد لعائلة آل خاشقجي في إسترداد حقها كاملا وهذا منهج الدولة مع الجميع ، وكان للعائلة ايضا حق جانبي من الشرع ، فلها القصاص من قاتل ابيهم ، ولها الحق بالتنازل ، فاستخدم آل خاشقجي حقهم الشرعي بالتنازل والعفو عندما اعطاها الشرع كلا الأمرين فأختارت بشموخها حق الإعفاء والتنازل
يا آل خاشقجي أرقتم ماء الوجه والحياء لتركيا وتلعثموا بالكلام حينما تأكدوا أنهم أقزام ، فاستمعوا لصوت من داخل انفسهم يقول اخسئوا أيها الأعداء ، وأمريكا تسأل ماذا حصل ، والإسلام يجيب في رد الحقوق أو التنازل فأصبح البيت الابيض أسودا في نفوسهم وجاء صوت من داخل انفسهم قال لهم أذهبوا للجحيم ، وإيران اختل توازنها من ضربتكم وتناست أنها في شهر رمضان.
واعتقدت انه العاشر من شهر المحرم فلطمت قيادتها وجهها صارخة قهرا وغبنا ، فقال لهم صوت من داخلهم يارافضة الخنازير أصمتوا ، وسوريا تحطمت معنوياتها ، وجاءهم صوت من داخلهم أن قيادتكم بأمر الله مهزومة ، أما حارة وقناة قطر وسجين حارته حينما زاغ منهم البصر لم يدركوا ما حولهم فقال شيطانهم أين المفر ، فالضربات اوجعتنا من شعب سعودي في صمت قيادته ، فيا آل خاشقجي بينما كانت ضرباتكم الخماسية تتوالى على دول الأعداء ، ركلتم أيضا بأقدامكم الأفواه الآحادية الجانبية وكأنهم عبوات فارغة قذفتم بها على جانب الطريق بأقدامكم فلله دركم ، لقد جعلتم اصوات المرتزقة باكية وتصرخ قائلة ياليتنا أشترينا الصمت أو كنا مع شعب السعودية الأبيّ لفزنا فوزا عظيما .
يا آل خاشقجي ، كان الحق على مقربة منكم لتنفيذ شرع الله بالقصاص ، فأبت شموخ نفوسكم فأخترتم حق التنازل والعفو من عمق حقوقكم في تشريع الإسلام .
نهنيء آل خاشقجي على إختيارها ما يقربها لله زلفى ، والتنازل عندما قرروا التنازل من عند أنفسهم ، ونرفع عزاء الإبتسامة الساخرة للدول الخماسية والأفواه المرتزقة ، فقد كانوا اعداءا وجاءت لهم الضربة من أسرة سعودية ، وحقا لنا أن نقول لهم ذوقوا وبال أمركم ، ويا آل خاشقجي صبرتم وتأكدتم أن تنفيذ القصاص ماض لكم ، فتنازلتم وعفوتم في شهر كريم ، فقد كسبتم بأمر الله فوزا عظيما ، ومارستم حقكم التشريعي في بلد الحرمين الشريفين بالتنازل ، وقلتم بالإشارة الصامتة لتلك الدول والمرتزقة أخرسوا فدولتنا أكبر أن ترد عليكم ، ونحن من القيادة ، والقيادة منا ، فهذا شعب المملكة العربية السعودية ، لله درّكم يا آل خاشقجي يا أبناء طيبة الطيبة ، طاب مقامكم في حلكم وترحالكم وأينما تكونوا شعبا أبيا شامخا بالولاء منذ الأيام الأولى للحدث ، ولا زال صدى صوت وطنيتكم في أنفسنا مسموعا بردودكم المتزنة علنا ورد كيد الأعداء المتربصين ، لقد مثلّتم حقيقة الشعب السعودي لحقه بالدين الإسلامي وكنتم على قدر المسؤولية الوطنية فداءا ، وتجاوزتم الخوض في الحدث الذي تألم منه الجميع معكم ، فلكم منا كل الإحترام والتقدير ، ونسأل الله الواحد الأحد بتنازلكم هذا أن يبشر المغفور له جمال بجنة الفردوس ويجعله من السابقين السابقين ويعطيه الحسنى وزيادة ، وإنّ للعفو والتنازل بَردة يرسلها الله للعافين عن الناس فتطمئن قلوبهم ، فالتنازل والعفو جاء من انفسكم ولن يَتِرَكُمْ الله الجزاء الطيب.
لقد تجسّدت وطنيتكم في رد كيد الحاقدين ، وقلتم لهم موتوا في غيظكم ، ذاك هو موقفكم ، وكلنا ذاك الموقف مع قيادة الوطن .
طلال عبدالمحسن النزهة
المدينة المنورة