دخلت جدتي البيت وكانت تحمل زنُبْيلاً مليء بالخيرات؛ التفينا حولها أنا وإخوتي ومن الواضح أنها كانت مُتعبة ومرهقة منذ عودتها من السوق إلا أنها فضلت وبرغبة شديدة أن تُسعدنا قبل أن ترتاح، وضعت الزنبيل بيننا وأخذ الكل نصيبه؛ همست لي !!!
ما تبقى في الزنبيل لك وهناك المزيد في جعبتي لكِ؛ لا تذكري ذلك لإخوتك...
حملقت عيناي كل عين في فلك لعلها فرحة بما أمتلكت من الغنائم. . . . .
أخذت الزنبيل بين أحضاني وخرجت بعيداً عن الأنظار حتى استمتع بالحلوى وما تبقى من الزبيب والفستق . .
سمعت صوت من بيت الجيران .....
أعطينا مما أعطاك الله! ! ! !
نظرت لزنبيلي في دقيقة صمت لعلها كانت نظرات الوداع الأخيرة؛ لأن ذلك الواقف أمامي،فكه كاد أن يصل للأرض....
وقد اعتصرت قلبي نظراته المتواصلة ومع ذلك غلبني الخوف منه؛ ولأول مرة كانت في طفولتي أن أتنازل عن حق من حقوقي من أجل إسعاد ابن الجيران النهم. . . .
تعلمت حنيت جدتي وحبها العميق وأعطيتهُ الزنبيل لعلي يوماً أحظى بالكثير من الزنابيل ....
"في الواقع هناك الكثير والكثير من الزنابيل على الطرقات وأمام الأبواب، ولكن غزتها المصالح....
أكيل لك كيلاً تردهُ لي كيلين!!!!
لم يعد هناك مثل زنبيل (جدتي)"
بقلم
أ. بدرية ال عمر