إذا كان وزنك زائدًا فإحذر من التعرض لداء السكري من النوع الثاني ، فأول علامات الوقاية من التعرض للمرض هو ممارسة الرياضة وحرق الدهون .
وينبه استاذ واستشاري غدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الأغا ، من مخاطر السكري واستخدام البلاستيك وغير ذلك من المهددات الصحية.
وفيما يلي نص الحوار :
بداية.. كيف ترون وضع انتشار داء السكري بين أفراد المجتمع السعودي ؟
** لا أخفي أن قلت بأن وضع داء السكري بين الصغار والكبار غير مطمئن بسبب انتشار معدلات السمنة والبدانة ، وارتفاع استهلاك أطعمة الدهون والسكريات ، وقلة ممارسة الرياضة والحركة ، فكل هذه العوامل أدت إلى إرتفاع نسب مرض السكري من النوع الثاني المكتسب ، لذا فإنه يجب على الجميع الحذر من البدانة وتخفيف الوزن بما يتفق مع الطول.
هناك من يروج لوصفات وهمية لعلاج داء السكري عبر مواقع التواصل وخصوصا الفيديوهات القصيرة عبر الواتس ، ما رأيكم ؟
** مريض السكري يتمسك بأي أمل لإنهاء معاناته مع المرض وقد يدفعه هذا الأمر إلى تجربة ما يدعي اليه هذه الفئة التي تحارب الطب القائم على البراهين ، والواقع أنه لا يوجد أي علاج لداء السكري عبر أي تركيبات عشبية أو عبر زراعة الخلايا الجذعية التي لا تزال رهن التجارب والدراسات العالمية، إذ ان علاج السكري قائم على الأنسولين والأدوية والحمية وأي خروج عن المنظومة العلاجية التي يحددها الطبيب من خلال استخدام وصفات التجارب والاعشاب يؤدي إلى تدهور صحة المريض حتى لو شعر الفرد بانخفاض نسبة السكر في الدم.
هناك في مواقع التواصل بعض الاعلانات التي تشير إلى وجود أدوية لإطالة قصر القامة ، فما صحة ذلك؟
** كل التداعيات التي يتداولها البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا أساس لها من الصحة، فعلاج حالات قصر القامة يكون بالتشخيص السليم وإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة فهرمون النمو لا يكون عبر حبوب أو شراب، ولكنه متوافر عن طريق إبر، وهذه الإبر تعطى تحت الجلد وتكون بشكل يومي خلال الأسبوع وأحياناً يعطى يوم واحد راحة، إذ أثبتت جميع الدراسات أن استخدام علاج هرمون النمو يومياً قبل النوم يعطي نتائج أفضل كثيراً من أن يستخدم يوماً بعد يوم أو في فترات متقطعة”.
ما رأيكم في سهر الأطفال لساعات طويلة وراء الأجهزة الإلكترونية والتلفاز؟
** هذا مؤشر خطير وغير صحي ، إذ يحرم الأطفال من هرمونات مهمة ، فالفرد يحتاج متوسط الوقت للنوم من 7 إلى 8 ساعات أما الأطفال الصغار ما دون سن الدراسة يحتاجون إلى حدود 10 ساعات من النوم يومياً، والنوم مهم جداً لصحة الإنسان سواء أكانت الصحة العقلية أو الجسدية أو النفسية، وهناك ثلاثة أنواع من الهرمونات تتأثر بالنوم المتأخر وكذلك إذا كان الطفل نائماً تحت الضوء، وهذه الهرمونات هي هرمون النمو والذي يفرز من الغدة النخامية، هرمون الكورتوزول والذي يفرز من الغدة الكظرية، وهرمون الميلاتونين والذي يفرز من الغدة الصنوبرية.
داء السكري من النمط الثاني، الذي يصيب الأطفال بسبب حالات السمنة المفرطة اصبح ينتشر بشكل مخيف ؛ كيف يمكن مواجهة هذا الخطر؟
** أنصح باتباع (٥) نصائح هامة وهي:
⁃ تعويد الأطفال منذ صغرهم على الأطعمة الصحية مثل كثرة تناول الخضروات والفواكه والابتعاد عن أكل الحلويات والأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية مثل الوجبات السريعة والتي هي من أهم العوامل في انتشار البدانة في جميع أنحاء العالم.
⁃ تشجيع ممارسة الرياضة لجميع أفراد العائلة، حيث أن الطفل لحاجة لمرافقة أفراد عائلته معهم خلال فترة الحركة والنشاط البدني (الأبوين هم القدوة التي يقتدي بها الطفل).
⁃ التقليل من الجلوس أمام شاشات التليفزيون والألعاب الالكترونية وتعتبر فترة ساعتين في اليوم هي أكثر فترة يسمح بها في الجلوس.
⁃ تجنب شرب المياه الغازية والعصيرات المحلاة حيث تحتوي على سعرات حرارية عالية، واستبدالها بشرب الماء فهو ضروري جداً لخلايا الجسم المختلفة.
⁃ محاولة تجنب العقاقير التي تحتوي على الكورتوزون قدر الإمكان خصوصاً المراهم الجلدية.
وجهتم دعوات عديدة للحد من استخدام البلاستيك ، فما سبب ذلك؟
** نعم هذا صحيح ، لأنه ترتب على الاستخدام المتزايد للبلاستيك في جميع دول العالم في الآونة الأخير، كثير من الأضرار البيئة وعلى صحة الإنسان، إذ أثبتت الدراسات الطبية أن صناعة المواد البلاستيكية التي تنتشر بكثافة في منازلنا ونتعرض لها باستمرار، تعتمد على العديد المركبات البتروكيميائية منها الاستروجين الاصطناعي الضار بصحة الإنسان، ويعطل الجهاز الهرموني في كل من الرجال والنساء ويسبب التشوهات الخلقية في الأطفال حديثي الولادة ، وهذه المركبات توجد في العديد من المواد البلاستيكية المنزلية الشائعة منها زجاجات الماء، رضاعات الأطفال، ألعاب الأطفال، مواد التغليف والتعبئة، مستحضرات التجميل النسائية، المواد الحافظة، المبيدات الحشرية وبعض أنواع الصابون والشامبو، تلك المواد تحتوي على مركبات ضارة، لها دور سلبي في هرمونات الغدد الصماء وتحتوي على هرمون الاستروجين الاصطناعي والذي من شأنه تقليد عمل هرمون الاستروجين الطبيعي لدى الجنسين وخصوصاً الإناث، ويسبب العديد من الأضرار الصحية منها البلوغ المبكر لدى الفتيات، حيث لاحظ جميع الأطباء المتخصصون في مجال الغدد الصماء زيادة عدد الفتيات اللواتي يبلغن في سن مبكرة فعلى سبيل المثال (ظهور الثديين في عمر 6–7 سنوات، وحدوث الدورة الشهرية من 8–9 سنوات من العمر) وهذه الظاهرة أصبحت شائعة وأصبحت منتشرة في جميع أنحاء العالم بما فيها المناطق العربية، كما أن المواد الصناعية لها أثر على زيادة خطر نسبة الإصابة بالسرطانات المعتمدة على هرمون الاستروجين مثل (سرطان الثدي)، وأيضا التأثير على خصوبة الحيامن لدى الذكور.
والطرق الوقائية تتمثل في الحد من استخدام البلاستيك والمواد المعتمدة في تصنيعها على البتروكيميائية قدر الإمكان بالرغم أنه تقريباً مستحيل، وبالتالي ينصح بعدم شراء المواد الغذائية المعبئة في البلاستيك لأنّ تأثير هذه المواد سينتقل إلى الطعام، والتقليل من الشرب في الأكواب البلاستيكية والاستعاضة عنها بالأكواب الزجاجية، وكذلك عدم استخدام قوارير الماء البلاستيكية والاستعاضة منها بعبوات الماء الزجاجية وخصوصا إذا تعرض البلاستيك للحرارة أو الشمس، عدم استخدام البلاستيك أو النايلون الذي يغطي الأطعمة مطلقاً في المايكروويف لتسخين المواد الغذائية فإن ذلك وسيلة كبيرة لزيادة السرطان، الابتعاد عن استخدام السوائل الساخنة في الأكواب البلاستيكية أو المصنعة بالمواد البتروكيميائية والاستعاضة عنها بالزجاجية والفخارية، أكل الفواكه والخضروات التي تزرع عضويا خالية من المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والأسمدة الاصطناعية، استخدام منظفات الغسيل الطبيعية فقط.
وماذا بشأن زيادة سمنة الأطفال وعدم إهتمام الأسرة بمعالجته؟
** لا اخفي أن قلت إن أبرز مشكلات الصغار التي تواجه الأسر هي زيادة أوزانهم في مرحلة عمرية مبكرة ، وخصوصا إذا كان أولياء الأمور لا يتابعون هذا الأمر، ويتركون الطفل على حاله إلى أن يصبح وزنه خارج السيطرة ، وبعدها يبحثون عن مخارج وحلول لمواجهة المشكلة.
وكشف أن من أبرز مشكلات الصغار التي تواجه الأسر هي: زيادة أوزانهم في مرحلة عمرية مبكرة ، وخصوصا إذا كان أولياء الأمور لا يتابعون هذا الأمر، ويتركون الطفل على حاله إلى أن يصبح وزنه خارج السيطرة ، وبعدها يبحثون عن مخارج وحلول لمواجهة المشكلة ، لذا يجب ملاحظة الأطفال الذين يشكون من زيادة الوزن وإخضاعهم لاتباع برنامج صحي، من خلال الطبيب المختص وممارسة الرياضة ، فالسكوت عن المعاناة يؤدي إلى تفاقم المشكلة، لا سيما أن الجسم يكتسب الوزن الزائد بسرعة، أما التخلص منه، فيأخذ وقتا طويلا حتى يستعيد الطفل رشاقته.
اخيراً.. لوحظ في الفترة الأخيرة زيادة ساعات استخدام الأجهزة الذكية من قبل الأطفال ، مارايكم ؟
** نعم ، هذا صحيح فأهم المسببات وراء تعدد ساعات استخدام الجوال عند الأطفال هو كثرة تطبيقات الألعاب الجديدة، إذ إنه في زمن كورونا استغلت الشركات المنتجة للألعاب ظروف الجائحة، وبدأت تطلق نسخ جديدة من الألعاب، وهذا الأمر جذب الأطفال أكثر وجعلهم يقضون جل أوقاتهم مع هذه الألعاب ، ويقع على الوالدين دور كبير في توعية أبنائهم، وحمايتهم من أضرار التقنيات الذكية، فالأطفال يجب أن لا يتعدى استخدامهم للجوال الساعتين يوميًا، ويمكن تقسيم الساعتين على فترتين – مثلًا- ساعة في النهار ومثلها بالليل، وتسخير اهتمامهم وجهودهم نحو التعليم عن بعد في متابعة دروسهم وواجباتهم.