جاء الخريف؛ شهر تساقط الشجر ،وروعة المطر ؛إنه (أيلول )الذي تهب به الرياح، وتداعب الأوراق وتحدث تفاصيله الصغيرة احتفالاً صاخباً بالزمن .
تسكنك لياله وتجعلك تسكنها لهفةً وشوقاً ،وتغمرك صباحاته بنسمات لطيفه تنعشك وتدهشك .
يمتلك خاصيةً مختلفةً عن بقية الشهور ؛كونه يقع بين انتهاء الصيف وقدوم الشتاء .
هذا الشهر الذي تغنى به الشعراء وقال عنه نزار قباني: إذا أتى أيلول أسأل عنك ياحبيبتي كل غيمة ...!
أما فيروز التي غنت للحب والشتاء، فقد غنت (ورق الأصفر شهر أيلول تحت الشبابيك...
ذكرني ورقو ذهب مشغول ذكرني فيك )
الخريف يمتلك القدرة على الإخضاع والتغيير؛ فنجد الأشجار تزيح أوراقها والطيور تهاجر أماكنها .
وهو يمنحنا القوة للتخلص من أوجاعنا، كما يتخلص الشجر من ورقه ويملؤنا بالدفء لمواجهة صقيع الذكريات ،وهو المفضل لدي من شهور السنة فقد ارتبط بذاكرتي بفيلم (الخريف في نيويورك) الذي كانت مشاهده التصويرية في فصل الخريف ؛وكوني سافرت في سبتمبر في دول مختلفة فقد رأيت تفاصيله بشكل أكبر رأيت أوراقه المتساقطة على الطرقات وقطرات المطر التي تكسو الأرصفة ،وألوانه المتمازجة بطريقة مدهشة تأسر الأنظار وتجبرك على الانثيال لروعتها..!
وبرغم روعته ؛إلا أن البعض يشعر أن رياح أيلول الحزينة تحمل الكثير من الذكريات الموجعة ،وأن لياليه بارعة في نقلنا للزمن الماضي وتشعل أحزاننا من جديد.
ومهما تغزل به الشعراء يبقى للأطباء رأي مختلف! فهم يرونه شهراً تكثر فيه الأمراض ،وأنه شهر يصيب بالخمول والاضطراب المزاجي والكآبة .
ويوصي الأخصائيون "للتغلب على كل ذلك" بتقوية مناعة الجسم، والتخلص من حالة الكآبه بقيام الفرد بقراءة كتاب ،وممارسة الرياضة وإعداد أطعمة مختلفة تناسب هذا الفصل.
بقلم : آمنة عيسى الحربي
* مستشارة أسرية وإعلامية وكاتبة.