يُعدُّ التعليم المباشر والإلكتروني والتعليم عن بُعد من الاساليب التعليمية .. ولكم البحث في ذلك .
التعليم المباشر حيث يدخل المعلم إلى الفصل ويقوم بتعليم طلابه تعليماً مباشراً وجهاً لوجه داخل قاعات الدراسة ويستفيد الطالب من كامل لغة الجسد، وهي من الأهمية بمكان.
إن تواجد المعلم والطالب داخل هذه القاعات يجعل المعلم أكثر قدرة على يمارس الإشراف والتيسير، وهذا النوع من التعليم في السابق كان المعلم فيه يلقن المعلومة للطالب والطالب مستقبلاً فقط ، ولا ننكر أنه نجح في وقت معين فتغيرت الحياة وتطور العلم وأصبح الطالب أكثر وعياً .
فكان لزاماً على المعلم أن يغير من ذلك النوع لأن طلابنا أصبحوا أكثر وعياً ولأن الحياة تطورت فواكب التعليم تطوراً في وسائله وأساليبه ، ثم انتقلنا في التعليم المباشر إلى ان أصبح الطالب هو محور العملية التعليمية بعد أن تغير دور المعلم من ملقن إلى ميسر ومنسق ومرشد لطلابه حيث يرشدهم للتعلّم الأكثر أثراً من التعليم .
فأصبح المعلم يوفر الأدوات ويمنح الطالب فرصة البحث عن المعلومة والوصول اليها إذ ان هذا النوع من التعليم أفضل من الطريقة التلقينية والتي كانت من جانب واحد أصبح للطالب دور كبير في العملية التعليمية ..
ثم تطور التعليم وأصبح ما يسمى بالتعليم الإلكتروني وهو نوع من التعليم المباشر لكن المعلم استخدم الادوات التقنية وتفعيل دور الحاسب الآلي وملحقاته وأصبح يتم التعليم والتعلم داخل معامل الحاسب الآلي وأجهزة مصادر التعلم بوجود المعلم ، وهذا النوع يقوم باستخدام الأدوات إلكترونية ولذلك سمي بالتعليم الإلكتروني ..
ثم ظهر ما يسمى بالتعليم عن بُعد ، وهذا النوع من التعليم لابد من وجود الوسائل التقنية التي تبث إلى مسافات بعيدة من قنوات فضائية وإنترنت والتي يتم التواصل من خلالها بين المعلم والطالب فلم يعد المعلم موجوداً بالمدرسة ولا يشترط وجود الطالب في قاعات الدراسة بل تفصل بينهما مسافات ، حيث يقوم المعلم ببث ما لديه من معلومات ومهارات واتجاهات التعليم بشكل إفتراضي المعلم يشرح يوضح الطالب يسال ويستفسر ويعرض ما لديه وما توصل إليه من معلومة على المعلم بصورةٍ متزامنة .
وهناك نوع أخر من التعليم عن بُعد غير متزامن ، وذلك بان يسجل المعلم الدروس والواجبات ثم ترسل عبر القنوات الفضائية أو الإنترنت إلى الطالب .
وفي التعليم عن بُعد يستخدم المعلم العديد من المواد التعليمية مثل الصور والفيديو والصوت أو المعلومات المكتوبة والوسائل والبرامج والتطبيقات للتواصل مع الطالب ومن ذلك القنوات الفضائية والإيميل والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والغرف الافتراضية المعدة لهذا الغرض .
وحقيقة ومن واقع خبرة تعليمية إمتدت لثلاث عقود ونصف فأعتقد جازماً أن التعليم الإلكتروني أفضل لأنه يجمع بين وجود المعلم واستخدام الأجهزة الحديثة والمساعدة على التعلم ، كما يُعدّ وسيلة فاعلة لتجويد التعليم وتحسينه ، ويعمل على تقنين الجهد والوقت ، وجاذباً ومشوّقاً مع أهمية الأخذ بعين الاعتبار أهمية معرفة أن المعلم الناجح هو الذي يستطيع معرفة ما يتطلبه الموقف التدريسي وما يحتاجه الطالب ومدى مهارته في ذلك .
وهنا نقول بأن التعليم عن بعد ليس ولن يكون بديلاُ منافساً للتعليم المباشر ولكنه أحد الحلول في الأزمات والجائحات وفي حل الكثير من عقبات التعليم ومن ذلك الاستفادة من خبرات المعلمين المتميزين مهما كان مكانه وحيثما تواجد وهنا نعلم أهمية هذا النوع في التقليل من تكاليف التعليم وكذلك استيعابه لأعداد كبيرة من الطلاب .
بقلم - صالح بن علي الحميدي