يقال عند الأزمات تظهر المعادن..
وكم من الأزمات التي مرت بها الأوطان وتفاوتت ردود الأفعال والتعاملات، فكم من الدول التي كنا ننظر إليها أنها ذات قوة اقتصادية وقادرة على تحدي الأزمات، دول لطالما نادت وتغنت بحقوق الإنسان، وعندما ظهرت أزمة كورونا ظهرت معادنها الحقيقية حينما تخلت عن شعوبها في أحلك المواقف الإنسانية وأصعب الظروف الصحية،
بينما سطعت المملكة العربية السعودية التي اتخذت كتاب الله وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام منهجاً ودستوراً لها لتُظهِر معالم الرحمة وقيم الصدق والإخلاص في شرعتها ومنهاجها القويم لمَن وطئ أراضيها بإنسانيتها التي جذّرت قيم ومعالم هذا الحديث الشريف
_ عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
حينما بادرت بفتح باب الرعاية الصحية للمقيمين بداخلها بالمجان حتى وإن كانت إقامتهم غير مشروعة دون أي مساءلة نظامية، وبادرت بفتح مطاراتها وإطلاق رحلاتها لتسهيل عودة أبناءها المعلقين في الخارج إلى أرض الوطن تحت إجراءات صحية مكثفة ماجعلهم يصلون إلى أرض الوطن بدموع الشوق والحنين والجميع يستقبلهم بالتراحيب والورود والدعوات الصادقة والتعامل الراقي، وتوفير سبل السكن والراحة بالمجان .
حارت أفكاري كيف أصف لكم مدى وحدة الصف والتكاتف بين الشعب والدولة ومبادرات القطاع الخاص، حيث توحدت الجهود في التضحية بالاقتصاد لحماية الإنسان.. تم رهن المباني والفنادق الفاخرة لوزارة الصحة من قبل رجال الأعمال وأصحاب العقارات والمؤسسات الخيرية ، أيضاً هرع تجار المواد الغذائية بتوفير كافة احتياجات المرضى في العزل الصحي بالمجان.
وقفة شعب عظيمة لايمكن أن ننساها (وهنا تظهر المعادن الأصيلة)
لن ننسى جهود أبطال الصحة من رأس الهرم حتى أدناه حينما بذلوا أوقاتهم وأرواحهم في سبيل تقديم الرعاية الصحية واليد الحانية للمرضى .
لن ننسى وقفة رجال الأمن وجهودهم المتواصلة في التصدي لانتشار جائحة كورونا طوال فترة الحجر المنزلي.
لن ننسى أبداً أبطال الحد الجنوبي في ظل خطورة الأزمة إلا أنهم ظلوا صامدين يبذلون أرواحهم دفاعاً عن هذا الوطن وحفاظاً على أمنه واستقراره.
لن ننسى رجال وزارة التجارة وسعيهم الحثيث لاستئصال الفساد والكشف عمن تسول له نفسه التلاعب بالسلع الغذائية والإضرار بالمستهلك .
لن ننسى تلك النقلة النوعية التي تبنتها المملكة العربية السعودية في فترة وجيزة في سبيل استمرارية العمل وتسهيل الإجراءات الحكومية باستخدام التعاملات الإلكترونية ابتداءً من التعليم الذي بدأ استكمال الدراسة عن بعد من خلال استحداث المنصات والقنوات التعليمية من أول اسبوع في تعليق الدراسة وانتهاءً بالتطبيقات التي أطلقتها وزارة الصحة لحجز المواعيد والحصول على التصاريح فترة الحجر المنزلي،
إنها أعظم قصة جسدت قيمة الشعب عند الحكومة وقيمة الوطن عن الشعب سنحفظها وسنحكيها للأجيال القادمة بكل فخر.. أن وطني في يوم من الأيام ضحى باقتصاده لأجل سلامة شعبه في زمن تخلت فيه الدول عن شعوبها... فأبهرت العالم بنجاحاتها للقضاء على الجائحة بل حققت نجاح موسم الحج لعام ١٤٤٠-١٤٤١هـ دون تسجيل أي إصابات بمرض كوفيد ١٩ ولله الحمد .. كما نجحت في تحقيق السياحة الداخلية وأظهر المواطن السعودي أغلى مايملك من كنوز السياحة والمناظر الطبيعية الخلابة والتضاريس المتنوعة مما سيجعل من المملكة العربية السعودية وجهة سياحية عالمية في السنوات القادمة بإذن الله .
إنه الوطن الذي مهما فتشنا بداخله فسنجد مايبهرنا من تقدم في شتى المجالات.
وكأن المتأمل لهذه الشمائل والأخلاق يقرأ قول الله تعالى: ﴿أَوَلَم يَرَوا أَنّا جَعَلنا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النّاسُ مِن حَولِهِم أَفَبِالباطِلِ يُؤمِنونَ وَبِنِعمَةِ اللَّهِ يَكفُرونَ﴾ [العنكبوت: ٦٧]
موطني الذهب الأصيل الذي نفاخر به
بلد الأمن والإيمان والأمان ..
أحببت ترابه وسهله، جبله وبحره، أرضه وسماءه
فهل في حبه أُلامُ بعد اليوم؟!
رحم الله مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن سار على نهجه من أبناءه بعده
والله أسأل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان
من كل شر ويجزاهم عن الإنسان والإنسانية خير الجزاء.
ودام عزك ياوطن
بقلم
عائشة عايض القرني
التعليقات 2
2 pings
Samih
2020-09-24 في 10:11 م[3] رابط التعليق
آدام الله نبض الوطن في عز ومجد ودام نبض قلمك غاليتي ونقول كما قلتي وطني الذهب الأصيل 💚🤍
موادع
2020-09-25 في 1:07 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع بروعة هذا الوطن 👌