الذين بلغوا سن التقاعد لسان حال الواحد منهم يقول ( انا مت قاعد) امضوا من اعمارهم اعواما خدموا فيها وطنهم وحكوماتهم وشعوبهم سواءا كانت خدماتهم في القطاع العام او القطاع الخاص افنوا شبابهم وبذلوا عطائاتهم ووهبوا من وقتهم ووقت اهاليهم وابناءهم ومن صحة ابدانهم حتى كسا رؤسهم الشيب وهزلت اجسادهم وثقلت خطواتهم . ولم يتوقف عطاءهم ولن يتوقف حتى اخر نفس في حياتهم لم يبخلوا بوقت ولا بجهد ولا بفكر فخرجوا على سن التقاعد وقد ادوا الواجب المتحتم عليهم وتركوا لمن خلفهم ارثا عظيم من خبراتهم وتجاربهم وقدموها لهم على طبق من ذهب واختصروا عليهم الطريق وسهلوا عليهم المهمه. والسؤال ماذا يستحقون من الدوله ومن المجتمع ؟
المتقاعدون لا نصير لهم ولاحقوق غير رواتبهم التقاعديه التي لم تعد تسد حوائجهم بسبب ارتفاع الاسعار . ليس لهم اي مميزات او استحقاقات معنوية تكريما لما قدموه ليس لهم مقاعد خاصه في الجهات والمرافق التي يراجعونها حتى مواقف السيارات ليس لهم اي تخصيص فيها تعتبرهم شركات التأمين الصحي منتهي الصلاحيه فالتأمين عليهم يحتاج لميزانيه ، وكذلك الحال في شركات التمويل والبنوك ينصدم الواحد منهم عندما يريد شراء بيت او يريد شراء سياره او طلب قرض بكلمة تؤلم مسامعهم (انت فوق الستين) يعني حي ميت منتهي الصلاحيه واقراضك محفوف بالمخاطر فقد تموت في اي لحظه. ويقفون في الطوابير مع الشباب والاصغر سنا دون تقدير لأعمارهم .
اعتب على الجهات المعنيه كوزارة الخدمه الاجتماعيه والمؤسسه العامه للتقاعد والمؤسسه العامه للتأمينات الاجتماعيه والضمان الاجتماعي وكل وزارة وجهة حكوميه التي من مهامها شئون المتقاعدين على عدم منحهم الحقوق التي تضمن لهم العيش بكرامة وعزه وتسهيل اجراءاتهم لقضاء حوائجهم دون ان يتعرضوا لذل السؤال والتنقل بين الجهات التي تستدعي احوالهم مراجعتها واهم حقوقهم العلاج المجاني في المستشفيات العامة والخاصه وصرف الادويه بالمجان من الصيدليات العامه وبطاقة تخفيض وتأمين صحي مجاني واجبار البنوك وشركات التمويل بإقراضهم بفوائد رمزيه واجراءات ميسره وتخصيص موظفين في كل دائره لإنهاء اجراءاتهم وتخصيص مواقف خاصه لهم اسوة باصحاب الاحتياجات الخاصه عند كل مرفق واعطائهم الأولويه في الحجوزات ودرجة الاركاب فهم يستحقون اكثر من ذلك. اتمنى ان نرى ذلك متحقق في القريب العاجل.
بقلم : طارق محمود هلال