نحن نستمد حريتنا من عبوديتنا للواحد الأحد سبحانه و هذا أمر معلوم لدى كل مسلم ومسلمة . ولكننا من جهة أخرى ملتزمون بكل ماهو منبثق من أنظمة حياتية مستمدة من الشريعة الإسلامية السمحة ؛ وبطبيعة الحال ديننا دين نظام وترتيب وكل نظام له مراقبون ومقومون لكي لايتعدى أي إنسان الحدود المرسومة،لذلك أنا أنفي تماما كلمة الحرية المطلقة ؛فلا حرية في الخروج على الأحكام الدينية والمجتمعية المرعية من قبل المشرع الحكيم والمنظمة لحياة الفرد والمجتمع لأننا لو تركنا كل شارد ووارد يفعل مايحلو له لتقطع المجتمع الإسلامي برمته من أخطاء الأفراد المدعيين للحرية.
لذا استوجب علينا فهم معنى الحرية وتطبيقها وفق إرادة المولى عز وجل،
فلا يخرج علينا أحدهم بتقليعة لبس غير لائق وتصرفات مستهجنة ويقول حرية شخصية ولاتخرج علينا متبرجة ومتدنيه أخلاقيا ومبتذلة في حركاتها وعلاقاتها مع مجتمعها وتقول حرية شخصية؛هذه الحالات مرفوضة دينيا ومجتمعيا أخلاقيا والثلاث أبعاد مكملة لبعضها البعض، فلا تستقيم الحياة السليمة إذا اختل أي ضلع من اضلاع المثلث الثلاث ،و حتى في المجتمعات الغربية المتحضرة ولن أقول المتحررة هناك حدود و قواعد للتصرف و الملبس اللائق والذي يؤكد عليه في عقود العمل و الدعوات المجتمعية الخاصة و العامة و المعروف ب dress code .و من هنا ارى أنه يجب الأخذ على يد كل خارج عن قانون الحياة المجتمعية السليمة وتأديبه ليعود إلى السياق الحياتي السليم فلا حرية في الخطأ ولاحرية في الشطحات والإبتعاد عن الخلق الإسلامي القويم فعبارة أنا حر تقال بعد ان ينفذ الفرد كل مايظهر عبوديته لله وحده بكل ماتعنيه عبودية المخلوق للخالق عندها نتقبل منه ان يكون حر وفق معطيات الحرية الممنوحة من رب العباد . فلا حرية ولا إختيار بعد النص الديني بل هناك شرح وافهام لكي يقوم السلوك وتمارس العبادة بشكلها الصحيح وهذا لايكون إلا من العارفين والعلماء ممن تتوفر فيهم شروط المعرفة والعلم مضمونا قبل أن يكون شكلا واللبيب من الإشارة يفهم عزيزي القارئ .
وأخيرا وعلى طريقة كاتبنا الكبير الأستاذ أسامة قاسم كلمتين ونص "في ناس فاهمة الحرية غلط وفي ناس فاهمة إن الغلط حرية ".
بقلم : عماد عمر طيب