شاءت الاقدار ان أصاب بفايروس كوفيد 19 فكتبت على صفحتي ادعوا لي بالشفاء فقد اصبت بكورونا ، انهالت علي الاتصالات والرسائل من اهلي وابنائي واحفادي ومن معارفي ومن المحبين ومن ارحامي، كانت الاتصالات والرسائل تحمل في طياتها الدعوات بالشفاء وتقوية العزيمة والبعض الاخر منها الوصفات الشعبية وأخرى وصفات طبيه. لكن ظهر الى السطح أناس بانت وجوههم الحقيقية فلم اتلقى منهم رسالة واحده او حتى سلام مع انهم قريبون مني. لا يهم ذلك ولم يؤثر في نفسيتي تصرفهم طالما انهم مجرد بضع ارقام قد لا ترى على لوحة حاسبة. ان فايروس كرونا علمنا دروس لم نكن لنتعلمها في غفلتنا وتعاملنا بحسن نية مع الناس فكشف القناع عن الكثير من الأمور في علاقاتنا وتعاملاتنا مع غيرنا والمحيطين بنا. لم نعد نستغرب تنكر بعض البشر لبعضهم البعض في زمن الماديات والمصالح والانشغالات ومع ذلك وبعيد عن اخوتك واخواتك واهل بيتك تجد اناس لا تربطك بهم صلة قرابة ولادم ولا جنس احن عليك في وقت الشدائد من أقرب الناس اليك. تصديقا للمثل القائل (رب اخ لم تلده امك). ان الحياة عبارة عن جامعه كبيره نتعلم فيها الدروس ونعيش فصولها بحلوها ومرها ولذلك يجب ان يكون التعامل بالقسطاس المستقيم وان لا تخدعنا الكلمات المنمقة والوجوه البشوشة فقد تكون قناع يخفي خلفه شيطان مريد.نأتي الان للمستوى العام فقد مررت بإثني عشر يوما صعيبة المراس احارب فيها بلا هواده لازال مسلسلها قائم حتى اللحظه فكرونا كل يوم لها برنامج خاص بها فمن حرارة الجسم المرتفعه الى الغثيان الى عدم الرغبة في الاكل الى الارهاق العام والصداع الشديد الى الام المفاصل والظهر الى كتمة النفس الخ الخ هي كل يوم في حال تمارس فينا اصناف العذاب . وكنت اتوقع حسب ما نسمع ونقراء ان وزارة الصحه تقوم بمتابعة المصابين اولا بأول للإطمئنان عليهم وكنت اتوقع ان يكون كل ما نسمعه من جهودهم صحيحه حتى تعرضت لكتمة شديده في التنفس اضطرتني الى الذهاب لعيادة تطمن التي بدورها حولتني الى الطواريء وليتني لم اذهب ..! فما وجدته من سوء معامله واستهتار وفظاظه وعدم اهتمام زاد مرضي وزاد تعبي ، لم اصدق ما رأته عيني فالمرضى يقفون في الشارع تحت اشعة الشمس لا كراسي ولا مظلات ولاتباعد اجتماعي ولا احترازات الباب مقفل ولايسمح بدخول اكثر من شخص والطاسه ضائعه اضطررت للجلوس على الارض وسائقي يضلل عليا بجسمه حتى سمح لي بالدخول لأستجوب وانا واقف على قدماي اللتين بالكاد تحملاني وبعدها طلب مني الخروج للشارع مرة اخرى في انتظار التوجيه ، وبالرغم من الاعراض التي زادت علي طلب مني تمتير شوارع المشفى ذهابا وايابا من اجل توقيع اوراق وفتح ملف وفي الاخير بنادول ومضاد حيوي!!
السؤال اين البربغندا الاعلاميه التي شنفت بها اذاننا وزارة الصحه ؟
لماذا هذا التعامل القاسي الغير انساني مع المرضى ؟
الطبيب لايعالج المريض الا بقدرة الله وتوفيقه فهو فقط سبب والطبيب لن يؤخر الأجل إذا جاء ولذلك فإننا بالله وطبيبنا هو الله وما هولاء الا أسباب سخرها الله لعباده والمطلوب الانسانيه فقط عاملوا الناس بإنسانيه فإنكم مسئولون امام الله عنهم وعن عذابهم وتعبهم والالامهم .
ولنا في سيدنا عمر بن الخطاب الاسوة الحسنه .
بقلم : طارق محمود هلال