كل تقدم او تطور او اختراع جديد الهدف منه التيسير على الناس وتسهيل سبل الحياة الرغيدة والرفاهية التي ينشدها الكل دون استثناء تكون له ضريبة مدفوعة فمثلا اخترعت السيارات بدل الدواب واستخدمها الانسان لتسهيل مهمة تنقله فكانت الضريبة حوادث مميته سمنه مفرطه وامراض عديده ، وهذا نموذج واحد من عدة نماذج دخلت حياتنا وغيرتها وغيرت معالمها وتغيرت معها سلوكياتنا وعاداتنا وتقاليدنا واليوم نرى ما تفعله الأجهزة الحديثة التي انشغل بها الصغير قبل الكبير حتى أصبحت ادمان يدمن عليها كل من يستخدمها ولا يستطيع البعد عنها وهذه ضريبة التقدم . لكن ان تكون الضريبة دمار على لغتنا وضياع لمعالمها وقواعدها فهذه هي الكارثة بأم راسها. نسمع ونرى شبابنا وبناتنا يتكلمون بألسنة معوجة وكلمات خليط بين لغة ولغة أخرى أخترعوها بين الإثنين ليس لها مفهوم او معنى , واصبحوا يحيون بهاي ويتمسون بقود نايت وسي يو ولغات أخرى مخترعه اخترعوها بألسنة معوجة لا تمت للغتنا ولا لعاداتنا وتقاليدنا وما تعلمناه من قرآننا العظيم ناهيك عن انسلاخ البعض منهم عن قيمنا وتقاليدنا وعرفنا. ولو سألتهم عن عدد الاحرف الأبجدية لما عرفوا كم عددها وماهيتها وان كانوا قد تعرفوا على الاحرف السبعة التي لن يستطيعوا ان يستوعبوها الا بلغات العرب التي نزل بها القران الكريم وسطرتها صفحاته ببلاغة عظيمه لما عرفوها ص, اللغة العربيه هي اللغة التي لازالت تحتفظ بتاريخها اللغوي العظيم وهي من اكثر اللغات انتشارا في العالم وقد اعتمدتها منظمة اليونسكو في القرن العشرين كثالث لغة رسميه في العالم وفي عهد الرسول صل الله عليه وسلم انتشرت اللغة العربية حيث نزل بها القرآن وهذا ما شجع على انتشار الإسلام وفهم احكامه , يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله (تعلموا العربية فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم) ومن مميزات اللغة العربية انهالغة القرآن , وهي لغة مبينيه على قواعد متناسقة كالمبتدأ والخبر والمضارع والماضي والحاضر . قال الامام الشافعي عنها لسان العرب أوسع الالسنة مذهبا وأكثرها الفاظا , ومن هنا فإن على كل راع مسئولية تجاه رعيته كيف نسمح لهم بالانسلاخ من هويتهم العربية ولغتهم التي هي لغة القرآن اننا نحن السبب في ذلك اذا لم نتدخل ونمنع استمرار هذا التهاون بلغتنا ! فلو ترك كل اب ابنته وابنه يتحدث بتلك اللغات ولم يوجهه يكون قد شارك في جريمة نكراء يحاسبه عليها التاريخ، الرسول صل الله عليه وسلم قال (كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته) ولذلك فعلى كل راع مسئولية تجاه رعيته في تثقيفهم وتنوير عقولهم وحثهم على استخدام لغتهم العظيمة والتقيد بها واحترامها فهي لغة يفخر بها كل عربي لأنها لغته الأم التي ولد بالفطرة عليها.
والله من وراء القصد
بقلم : طارق محمود هلال