نحن جبلنا في هذه الدنيا على مراعاة التوقيت ؛في عبادتنا، في أعمالنا اليومية، في طعامنا، في منامنا و في كل أحوالنا فلكل شيئ وقته فإذا لم يأت في وقته فلن يكون بنفس قيمته ،فما فائدة الشيئ المتأخر الذي يأتي بعد فوات الأوان فيصبح وجوده كعدمه، حتى السعادة إذا أتت متأخرة تفقد رونقها و قيمتها
لذا توجب علينا مراعاة التوقيت وحساب التصرفات بوزنها بميزان الزمن . فعندما يتزوج الإنسان في وقت شبابه فإنه سيلاقي ترتيب مجريات حياته الأسرية بمتواليات زمنية مرتبة فيكبر مع أبنائه بتوقيت مناسب ويواجه كل مرحلة بما يناسبها و قدراته الجسمانية والعقلية والمعنوية فيصل لهدفه الإنساني بشكل منظم ومرضي وطبيعي ، اما لو خلف التوقيت وتزوج في سن متأخرة فكل ماذكرته انفا سيكون بشكل غير منتظم زمنيا .
كذلك هو الإعتذار إذا فات وقته فات طعمه،فاتت لذته و فات أثره . لأن كل شي في وقته جميل ثمين فوصول الفعل أو الحالة متواكبه مع الزمن والتوقيت يجعلها في أبهى حلة.
الوقت ثمين والتوقيت هو تركيب الفعل على الوقت؛ فالوقت ليس ملكنا ولكن التوقيت هو مانملكه لذلك توجب علينا مراعاة مزج الوقت بتوقيتنا السليم والمناسب عندها تنتظم افعالنا وحياتنا بجميع مجرياتها فلا نكون مثل من يسجل هدف بعد إطلاق صافرة النهاية لأنه لن يحسب ونحن ننشد زيادة أهدافنا في مرمى الإنجاز الدنيوي والاخروي .
هناك مقولة مفادها أن يأتي الشيئ متاخرا خيرا من ألا ياتي ابدا وهذه المقولة لا أحب أن أتمثلها و لا أؤمن بها لأن الشيئ المتأخر لونه باهت وغير واضح المعالم، وقد يكون مشوها يجعلنا نكره ماكنا ننتظره ولكن إذا لم يأت فتظل صورته الجميلة في خيالنا ثابتة خلابة وشوقنا إليه يزيد صورته جمالا؛ فأقول مالم يأت في حينه أفضل ألا يأتي أبدا وهذا تصحيح للمفهوم الخاطئ؛ربما من وجهة نظري المتواضعة فقط ولكني اؤمن بذلك .
وعلى رأي كاتبنا الكبير أسامة قاسم" كلمتين ونص " من أراد ان يحضر فليحضر في وقته إنسان أو تصرف أو حالة وإذا لم يصل في توقيته المناسب فالأفضل أن لا يأتي أبدا
بقلم : عماد عمر طيب
التعليقات 1
1 pings
ابو عامر
2020-11-20 في 9:58 ص[3] رابط التعليق
ليس دائماً ..
مثال ذلك.. الاعتذار والتسامح أن يأتي ولو متأخراً خيراً من ان لا يأتي ابداً . وإن كان الأجمل أن يأتي في وقته ..