تظاهر آلاف الأشخاص في مدن فرنسية الشهر المنصرم احتجاجا على مشروع قانون يفرض قيودا على تصوير رجال الشرطة خلال أداء مهامهم،
بينما يتساهل المشرع الأمريكي عند التعامل مع هذا الملف حيث يرى أنه يفترض برجل الأمن أن يكون قدوة لغيره وأكثر انظباطا وأن سنّ قانوناً يُجرم تصوير رجال الأمن أثناء أداء أعمالهم له نتائج عكسية على العدالة، بينما يشدد ذات المُشرِع على عدم التصوير بنقاط التفتيش والمطارات ، كذلك هناك الكثير من الدول العربية تسُن قوانينا مغلظة ومُشددة خاصة وأن قانون الطوارئ يّعلن في كثير من دولها ،
ماشدني وأنا أتابع على نشرات التلفزة تظاهرات" مدينة ليل الفرنسية، " إذ رفع بعض المتظاهرون لافتة كُتبت عليهاِ باللغة الإنجليزية "أورويل كان على حق " في إشارة إلى رواية 1984"وجورج أورويل هذا هو صحافي ذكي وظريف قولب روايته في ظل بيئة شمولية تقوم على تصور مخيف للحياة يعتمد على هاجس امني مبالغ فيه حيث يتم مراقبة كل أمر حياتي للناس وربطه بنظام أمني شامل .
المقارنة و المقاربة هنا لا تتأتى حيث هناك متهمون بالتصوير من صحافيين وغيرهم يرون أن لهم أحقية في توثيق ما يحصل من بعض رجال الأمن من تجاوزات تظل بعيداً عن العدالة في حين تُجابه وتصادر من رجال الأمن بقوة الأنظمة والقوانين التي تصب في مصلحتهم والتي وضعها الشارع لظبط النظام وفرض هيبة الدولة.
بقلم : أحمد عزير