الأمراض التي يتناول المرضى علاجها كثيرة ومتعددة، وهناك أمراض أخرى لا تحتاج إلى علاج يتناوله المريض بالفم أو إجراء عمليه أو علاج لتسكين الحالات النفسية والعقلية.
الثقة احد العلاجات التي يتشافى منها الفرد سريعا دون تأثيرات جانبية ، فثقتك بتلك الإدارة ونظامها وخططها ومصداقيتها هو علاج يؤدي للراحة النفسية ويصنع منك الجندي الذي يدافع عن تلك الإدارة أينما تتواجد في المجتمع مشروطا أن ثقتك كانت لأسباب ظاهرة واضحة للجميع وليس ثقة مخفية استفاد منها صاحب البوق والطبل.
وما أسوأ عكس الثقة وهو إنعدام الثقة الذي جاء بأسبابه والتي جعلت الجميع لا يثقون بهذا أو ذاك مهما كان مسؤولا رفيعا وهاما وتلك مشكلة لا تنتهي إلا بإزاحة رئيس الهرم لإعادة الثقة بالبديل الذي يكون مجهوده صعبا لأن فقدان الثقة له مخاطر وخسائر معنوية ومادية، وكم من شركات الطيران وقعت أرضا بعدما كانت تنافس السحاب، وانعدمت الثقة بتلك الشركة حتى تمت إزالة رأس الهرم لإرضاء فاقدي الثقة لتبدأ تلك الشركة بالإقلاع من جديد ولكنها تحتاج لفترات طويلة تئن النفوس بالعمل ليل نهار، وتعلن عن كل جديد يساهم في إعادة الثقة، والخوف أن يكون سبب السقوط من العاملين في تلك الإدارات عندما يحدث شرخا بين الإدارة الوسطى والإدارة العليا وتتضرر الإدارة الدنيا لتكون كبش الفداء فتتساقط اللبنات خارج حدود تلك الإدارة حتى تقع في ليلة ظلماء.
ومن مشاكل سوء الحظ لرأس الهرم الجديد الذي يأتي متحمسا ويتحسس بقدميه السير هوينا على أرض ويعتقد انها صلبة وهي متآكلة من اسفلها لأن الفساد استشرى بها بسبب بقاء قائدها لسنوات عديدة يعبث بالقرارات ، ويبدأ الجديد العمل فيضرب بقدمه الأرض في الأشهر الأولي فتتساقط الأرض ومن عليها، فيظن الآخرون أن السابق كان الأفضل دون معرفة أن سبب السقوط كان جاهزا من ضربة التصحيح ولكن الفساد كان مخفيا.
الثقة ظاهرة صحية، والصمت مع عدم الثقة هو معول الهدم لأن الوجدان يتعبأ صامتا حتى يصل لدرجة الغليان وعند إنفجاره يتكالب العارفون وغير العارفين في خندق واحد حتى الكثير منهم يمشي مع المسيرة دون أن يعرف ماذا يريد فتضيع مطالبات التصحيح الحقيقية بين فئة الشغب وفئة الصلح وفئة المندسين والفئة الأخيرة تحصل على ما تريد في خضم الصراخ.
إنّ مراقبة الوجدان هامة جدا في المجتمعات، وإجتماع السواد الأعظم على عدم الثقة مع الأسباب يكون مهما من العامة وليس من أصحاب الأهواء الذين لم يحققوا رغباتهم الخاصة وبتسلطهم ازاحوا الشرفاء ، وتبقى الثقة بأسبابها هي الضوء المنير نعرفها من عامة الناس، إنها الثقة والإطمئنان التي تجعل من أصحابها قدوة للآخرين، وتقفل أفواه الكاذبين ليبقى العلاج الأسرع بثقة الجميع، فلا تعدوا خلف الشائعات لئلا تكون إمعة وممسوخ ومنسوخ الشخصية متأثرا بألفاظ مستأجرة من المندسين والمستَاجَرة اقلامهم للهدم لمصالح الآخرين في الوقت التي تسير الأمور للأفضل ولكن الوقت مهم في الإنتظار والترقب، لتتحول الحياة إلى الرضا والثقة والإطمئنان.
بقلم
أ. طلال عبد المحسن النزهة
التعليقات 1
1 pings
عبدالهادي السنوسي
2020-12-23 في 2:17 م[3] رابط التعليق
موضوع شيق وكنت ارجو ان تسهب به اكثر لعل بعض المسئولين في بعض الإدارات وأقسم الشركة ممن يتمتعون بالفكر الضيق يفهموا بأسلوب التصريح المبطن بالتلميح اكثر. فمن المعروف ان انهيار كبرى الشركات في العالم لم تسقط إلا بامثال تلك العينات التي اشرت إليها سواء من سوء ادارة مالية او فنية او كلاهما.
ارجو لكم التوفيق .